الطلاق الذي اعتبره الله تعالى أبغض الحلال
هو من أبشع التجارب التي يمر بها المتزوجون عندما تنتهي مشاكلهم إلى طريق مسدود ،
لكن الأكثر بشاعة هي التجارب التي يمر بها الأطفال عندما يقرر الوالدين الإنفصال ،
طبعا وفي غالب الأحيان يؤخذ القرار دون الإهتمام بنفسية أو بمستقبل أطفالهم.
يترتب عن الطلاق مشكلات تربوية واضطرابات نفسية وآثار سلبية على الأطفال.
فهم الأكثر تأثرا بالصراعات بين الآباء لعدم اكتمال نموهم العقلي والعاطفي والاجتماعي ،
ويشكل الانفصال عبئا نفسيا يفوق مقدرة الطفل على التحمل مما ينتج عنه آثار المعاناة النفسية ويعود بالضرر على شخصية الطفل مستقبلا.
بعد الانفصال يعيش الأطفال في غربة فهم إما مع الأب ويصبحون مفتقرين لحنان الأم مهمشين ومنسيين من جهة الأخوال والخالات
وإما يعيشون مع الأم ويصبحون مفتقرين لحماية الأب وربما محل إهانة لأنهم أولاد فلان ولا ينتسبون للعم والعمة إلا بالإسم ،
ناهيك عن الألم النفسي إذا كان الأطفال يعيشون مع زوجة الأب أو زوج الأم.
تفكك الأسرة ينعكس سلبا على تصرفات وسلوكيات الأطفال
فقد يفكرون في البحث عن عالم آخر وبيئة جديدة هروبا من النزاعات والصراعات بين الأبوين.
وقد يصبحوا عرضة للإنحراف والجنوح لنقص الإهتمام واهتزاز الأسرة مما يعطي لهم مجالا للعبث في الشوارع واحتراف الممنوعات والمحرمات والوقوع في عالم الجريمة.
الطلاق يفقد الطفل الثقة فهو يفقد الثقة بوالديه لأنه لا يستطيع الإعتماد على أي طرف منهما،
فأحدهما غائب والآخر يذكره دوما بثقل المسؤولية بكلمات جارحة ،
ويفقد الثقة بنفسه لأنه يشعر بالنقص وبأنه مكسور الجناح وأن أحد السواعد مفقود
وبالتالي ينتج عنه اختلال في التوازن النفسي وقد يدفعه هذا الشعور لبعض التصرفات المرفوضة في المجتمع.
كما أن الحرمان من أحد الوالدين يؤدي إلى التأخر في الأداء وضعف القدرة على الانتباه والتركيز.
وقد تظهر علامات التعب والإرهاق واضطرابات النوم ،
ويؤدي أيضا لفقدان الشهية والقلق والتوتر والإكتئاب والحزن الشديد والبكاء دون سبب وظهور أعراض جسمية أخرى مثل التبول اللإرادي.
حرمان الطفل من دفئ الأسرة قد يؤدي به إلى سوء التكيف الإجتماعي والشعور بالضياع وعدم الإستقرار النفسي والاجتماعي وحتى المادي وعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين.
بالإضافة إلى تميز سلوكه بالعنف والعدوانية وصعوبة إقامة علاقات إجتماعية وقد يلجأ للتمرد والعناد وعدم الانضباط.
وقد أكدت الدراسات أن الأطفال الذين ينتمون إلى والدين مطلقين يكونون بحاجة إلى مساعدة نفسية وأنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية.
الطلاق يجعل حياة الطفل أقل سعادة
الطلاق يغرس في الطفل الإحباط والخذلان
وأيضا الطلاق يرسم على وجه الطفل ملامح التعاسة
الطلاق يولد الشعور باليأس وخيبة الأمل يشعر الطفل أنه مختلف عن باقي أطفال المجتمع
الطلاق يجعل الطفل يتذوق مرارة الحياة.
،ويبقى إنفصال الوالدين جرح عميق في قلب الإنسان مدى حياته ، فالطلاق يجعله في مرتبة اليتيم ووالديه أحياء.