الظلم

الظلم

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض ، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك ،

فقالت : يا أبا سلمة ، اجْتَنِبِ الأرض ؛ فإن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :

(مَن ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِن سَبْعِ أرَضِينَ).

كان النَّبيُّ صل الله عليه وسلم يُحذِّرُ مِنَ الغَصْبِ أو الإستِيلاءِ على حَقِّ الآخَرينَ بغَيرِ وجه حَقٍّ.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ أبو سَلَمةَ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ أنَّه كان بيْنَه وبيْنَ بَعضِ النَّاسِ خُصومةٌ في أرضٍ ،

فدَخَلَ على عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها ، فذَكَرَ لها تلك الخُصومةَ ،

فقالت : يا أبا سَلَمةَ ، اجتَنِبِ الأرضَ ، أيِ : اجتَنِبِ النِّزاعَ فيها بغَيرِ حَقٍّ ،

ولا تَغصِبْ مِنها شَيئًا ؛ فإنَّ رَسولَ اللهِ صل اللهُ عليه وسلَّمَ قال :

«مَن ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ» مِنَ الأرضِ -وقَولُه : «شِبرٍ» ليسَ المَقصودُ منه المِقدارَ ، بلِ المَقصودُ التَّقليلُ ؛

فيَشمَلُ ما فَوقَه وما دُونَه- طُوِّقَه مِن سَبعِ أرَضينَ يَومَ القيامةِ ،

فيُجعَلُ هذا المِقدارُ مِنَ الأرضِ كالطَّوقِ يُحيطُ به يَومَ القيامةِ ؛ عِقابًا له ،

وقيل : يُطوَّقُ ما يَكونُ ثِقَلَ المَغصوبِ مِن سَبْعِ أرَضينَ ،

وقيل مَعناه : أنَّه يُخسَفُ به الأرضُ ؛ فتَصيرُ البُقعةُ المَغصوبةُ في عُنُقِه كالطَّوقِ ،

وَقيل مَعناه : يُطوَّقُ حَمْلَها يَومَ القيامةِ ، ويَستَمِرُّ ذلك حتَّى يُفرَغَ مِن حِسابِ النَّاسِ ، كما في رِوايةِ أحمَدَ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين
المصدر : صحيح البخاري.

إقرأ أيضا: كافر يؤذن!

Exit mobile version