Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

العجوز وحبات القمح

العجوز وحبات القمح

كان يا مكان في احدى القرى البعيدة ، من احدى البلدان كانت تعيش سيدة عجوز مسنة ، كانت العجوز تعيش مع أولادها الثلاثة ،

بعد أن ربتهم بعد موت والدهم وهم صغار.

كبر الأطفال الصغار وأصبحوا شبابا ورجالا وكانوا ثلاثة أولاد ، ولقد كانت السيدة تعمل في بيع الخضروات في السوق ،

حتى تشتري لأطفالها كل ما يلزمهم عندما يحتاجونه وكل شيء ،

لتستطيع تعليمهم أفضل تعليم وتدخلهم أفضل المدارس ، حتى يصبحوا نافعين في حياتها ومستقبلهم.

وكانت العجوز لديها عادة غريبة جدا ، وهي تحب أن تطعم العصافير الصغيرة كل يوم في الصباح ،

كانت تحضر لهم حبات القمح وتلقيها من الشرفة حتى تجتمع العصافير وتأكل بسعادة وتصدر أصواتها العالية الجميلة ،

وكانت العصافير سعيدة جدا بما تفعله العجوز معها من سنوات ولم تبخل عليهم العجوز بما أعطاها الله من رزق رزقها به الله وبعد ان كبرت العجوز وكبر اولادها.

لم تقطع عادتها ، كان أولاد العصافير يأتون ليأكلون ما تلقي لهم العجوز من حبات القمح وتنثره بحب وود كل يوم ،

حتى اعتادوا على المكان.

فإن مرضت يوما العجوز أخذت العصافير تصدر أصوات تنادي عليها بصوت عالي ،

فتنهض العجوز من فراشها مسرعة وتذهب إلى الشرفة لتلقي إليهم الحبوب من الشرفة وتطعمهم وهي تبتسم بسعادة وحب.

كانت السيدة العجوز تعشق العصافير وكلما أطعمت العصافير ، رزقها الله بخيره الواسع ومن فضله ،

ويجعلها تشتري لأطفالها الطعام من حيث لا تدري ولا تعلم منذ كانت وحيدة.

فكانت لا تحب إلا أن تضع الطعام للعصافير الصغيرة وحبات القمح يوميا.

وفي يوم من الأيام مرضت العجوز مرضا شديدا ، كانت لا تستطيع أن تقف على قدميها حتى تلقي حبات القمح للعصافير.

إقرأ أيضا: الدراهم كالمراهم

كانت العصافير تأتي إلى الشرفة وتصدر أصوات عالية حتى تخرج لهم العجوز وتطعمهم مما رزقها الله ،

ولكن العجوز لم تخرج أيام وأيام ، وكانت العصافير تفعل نفس الشيء ، حتى حزنت العصافير حزنا شديدا على السيدة العجوز.

كان أولاد السيدة العجوز لا يحبون صوت العصافير ويكرهونها ،

فقرروا أن يصطادوا العصافير الكثيرة ويقتلونها حتى لا تقترب مرة أخرى.

فأحضر إبنها الصغير احدى البنادق وقرر اصطياد كل العصافير التي في الشرفة ،

وعندما هم بضرب العصافير أسرعت المرأة العجوز رغم مرضها الشديد ، وقالت له :

لا يا ولدي ، لا تفعل ذلك فإنهم لا يأتون إلا لطلب الطعام الذي رزقنا الله به ، أعطي لهم القليل من حبات القمح هذه وصيتي لكم بعد موتي.

وصيتي لكم اطعام العصافير الصغيرة حتى يرزقكم الله ويبارك لكم في المستقبل وحياتكم.

وبعدها رحلت الأم وماتت وتفرق الأبناء وأخذ كل منهم بيتا ليعيش فيه لم يحافظ على الوصيه أي من الأولاد ،

ولا من الأبناء إلى ابنا واحدا قرر أن يحافظ على وصية أمه، ويطعم العصافير.

فكان يضع لها حبات القمح ويطعمها كل يوم بحب وود كما كانت تفعل أمه الراحلة وعلمته ،

وكان الله يرزقه الكثير من الطعام ، واعتادت العصافير على الذهاب إلى منزله وشرفته كل صباح.

كما كانت تفعل أمه تتناول طعامها ولكن اخوته رفضوا أن يقدموا الطعام إلى العصافير وأخذوا يضربونها بقوه لابعادها عن النافذة ،

فخسر كل منهم تجارته ولم يربح ، حتى شعروا باليأس والحزن الكبير.

فذهبوا إلى أخيهم الذي ربحت تجارته ، وقالوا له ماذا فعلت حتى تربح تجارتك هكذا ونخسر نحن ،

فقال لهم لقد نفذت وصية أمي الراحلة ، قالت لي أن اطعم العصافير حتى يطعمنى الله ويرزقني ،

وهكذا أطعمتها والحمد لله رزقني الكثير من الرزق برزق تلك العصافير ، لأنه يرزق من يشاء بغير حساب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?