العقل الباطن هو الوعاء الزمني والأرشيف الخاص بك لحفظ جميع ملفاتك
من عادات ومعتقدات وصدمات وذكريات مشاعرية وموروثات.
ليس لديه أي قدرة على الإبتكار أو التدبر أو التفكير.
يعمل فقط بالملفات المُتاحة لديه التي تقوم بالتركيز عليها وتكرارها على مر الزمن مراراً وتكراراً والتي تقتنع بها بشدة ،
وهو لا يُفرق بين الصالح والطالح ولا يفهم المُفيد من المُضر ، ينفذ تعليماتك فقط.
فعندما تكون كلماتك وأفكارك دائماً تشاؤمية وترى أن الحياة قاسية وظالمة فأنت تقنعه بذلك ،
فيبحث عن الملفات المتاحة لديه لمساعدتك كما أمرته.
فيقوم بإخراج ملف الشكوى والخوف ووعي الضحية وإلقاء اللوم ، والغضب والرفض والشعور بالظلم.
ويردد عليك دائماً أن النجاح هذا مستحيل وهذا صعب وهذا يصعب تحقيقه والسعادة للصوص وأصحاب الرأسمالية ،
وهذا الزمن لا يعيش فيه الصالح
ويقوم بإخراج كل فكرة أو شعور أو عادة تتوافق مع أفكارك.
وكل مُعتقد موروث قديم يطفو على السطح
فهو محايد ولا يفهم ماذا يفعل وأنت من تأمره ،
وبدلاً من البحث عن حلول وعن السعي والتطور والنجاح ، تجد نفسك مُستسلم للندب والشكوى والبحث عن أسباب وأشخاص تلقى عليها اللوم وتُعلق عليها فشلك.
وحتى إذا نصحك أحدهم بالتغيير لا تقتنع
وتبحث عن مبررات لفشلك وتقول هذا صعب وهذا مستحيل.
ورغم إحتفاظ العقل الباطن بآلاف الملفات الضارة والسلبية ، إلا أنه مجرد أرشيف لا يُخرج الملفات إلا بأمرك.
وإذا إستمر تفكيرك السلبي يستمر هو بإخراج الملفات المتوافقة على السطح حتى تصبح أسلوب حياة لا يتغير ،
وتبقى طول العمر تقوم بإعادة نفس السيناريو القديم من حياتك بنفس التصرفات ونفس النتائج.
إقرأ أيضا: عندما يتغلب الغش على المجتمع
ولكي تتخلص من كل الصدمات المُخزنة والمُعتقدات السلبية والذكريات المؤلمة
فقط غير نوعية أفكارك مع تقبُل كل الملفات القديمة والتصالح معها والإمتنان لها لأنها أعطتك القوة والخبرة اللازمة لصناعة شخصك الحالي.
تبني أفكار جديدة تُساهم في حفظ ملفات جديدة تقوم على الإيجابية والتفاؤل واليقين ،
وتُغير من إستراتيجية عمل عقلك الباطن
وعندما تتبنى فكر جديد وبَنَّاء سيعتاد عقلك الملفات الجديدة.
ومع الوقت ستتلاشى ملفاتك القديمة من تلقاء نفسها حتى يتم مسحها نهائياً من أرشيف عقلك.