العنيدة
اشتهرت فتاة بالجدال والنقاش المستمر ، الذي لا ينتهي بنتيجة أبدا ، على الرغم من أنها لا تكون على صواب في معظم الأحيان ،
وبكل مرة كانت تختلف مع أي أحد على أي أمر كانت تقول له :
لا تحاول إقناعي برأيك ، طالما أنك لا تقتنع برأيي ، لأن رأيي لا يقلُّ أهمية عن رأيك ،
فعندما يبدو لكَ كلامكَ منطقيا ، وكلامي لا منطق به ، يبدو لي بنفس الوقت أن كلامي منطقي ، وكلامك لا منطق به.
تجنب أقرب الناس إليها مناقشتها تدريجيا ، وقطعوا الأمل بالحوار معها ،
لدرجة بات والديها يدعوان أن يعين الله الرجل الذي ستتزوجه عليها.
لحين جاء ذلك الرجل ، ومع ملاحظته الواضحة بعنادها أيام الخطوبة ، لكنه لم ينزعج يوماً ،
أو يطلب منها التوّقف عن عنادها ، إلى أن تم الزواج.
لم تمضِ بضعة أيام حتى قال لها :
لا أعرف لماذا الموز أغلى من البرتقال ، مع أن البرتقال أل وأطيب.
فقالت له : يا رجل! ما هذا الذي أسمعه ؟! لم أسمع بحياتي أنَّ أحداً يفضل البرتقال على الموز ،
أصلاً لا وجه شبهٍ للمقارنة بينهما ، فالموز ألذّ وأطيب.
نظر لها باسماً ثم قال : أنتِ سمراء ذات لون بشرة مائل إلى الشوكولا ،
سوداء العينين والشعر ، لكنك بعينيَّ أجمل من فتاة بيضاء اللون زرقاء العيون ، شقراء الشعر.
إنْ شبَّهَكِ أحد بتلك الفتاة سيقول لا وجه شبه للمقارنة بينهما ، وأنّ الشقراء أجمل فهي كالموز ، والسمراء كالبرتقال ،
إقرأ أيضا: خمس دقائق فقط
لكني أراكِ ألذَّ من الموز وأطيب من جميع أنواع الفاكهة.
إرتسمَت إبتسامة عريضة على وجهها واحمرَّت وجنتاها ، واكتفَت بالصمت ، ومن حينها كلما اختَلَفَتْ مع أحد أصبحَت تقول له :
ربما معك حق ، ولا أستطيع أن أعرف وجهة نظرك كوني لستُ بمكانك ،
ولو وضعتُ نفسي مكانك ، سأدركُ بالتأكيد صحة رأيك.