الغش يعني الخداع وله العديد والعديد من الأشكال ، فهناك الغش في الدراسة وهو سرقة مجهودات الغير ،
وهناك غش في التجارة ، وفي النهاية الغشاش دائما ما يعاقبه الله عز وجل.
فالغشاش وإن حصل على ما يريده في البداية إلا أن الله لن يوفقه في النهاية ،
فقد يحصل الطالب الغشاش على درجات مرتفعة ولكن الله في النهاية لن يوفقه في حياته العملية ،
وقد يغش التاجر في تجارته وبعد تحقيقه للأرباح يخسر ما جمعه من أموال ،
وعلينا أن نتذكر أن أهم نعمة من الله علينا هي الرضا ، واليوم يسعدنا أن نقدم لكم قصة التاجر رشيد وإبنه الغشاش.
تدور أحداث هذه القصة حول رجل يسمى رشيد ، كان يقوم بصنع العسل والسمن ويذهب بهما إلى السوق والطرقات ويبيعهما لأهل قريته ،
كان معروف عن رشيد الأمانة وحسن الخلق ، فقد كان لا يغش فيما يبيعه مثل العديد من التجار ،
ولذلك كان الجميع يُقبل على شراء السمن والعسل منه دون غيره ، واكتسب سمعة كبيرة في قريته وكان محبوبا من الجميع.
لم يكن رشيد محبوبا فقط لأن بضاعته جيدة ولكن أيضا لأنه أمين جدا ،
فقد كان رشيد دائما ما يحمد الله على ما يحصل عليه نظير بيع العسل والسمن ، وكان دائما رشيد يقول لزوجته وإبنه :
الرضا بما كتبه لنا الله هذه هي السعادة الحقيقية.
وفي يوم من الأيام شعر رشيد ببعض المرض فلم يخرج لوقت طويل ولم يتمكن من بيع كامل الكمية من العسل والسمن ،
وعاد إلى المنزل مبكرا.
في اليوم التالي ازداد مرضه جدا فلم يخرج لبيع العسل والسمن وقرر أن يستريح في منزله هذا اليوم ،
المؤسف أن المرض ظل ملازما له لمدة 3 أيام وهو لا يتحرك من فراشه ،
عندها قرر رشيد أن يعتمد على إبنه فارس في بيع العسل والسمن.
إقرأ أيضا: قصة فرعون وإعجاز القرآن
طلب رشيد من إبنه فارس أن يستيقظ في صباح الغد ويقوم بتجهيز العسل والسمن ويذهب لكي يبيعهما مثلما يفعل والده.
بالفعل استيقظ فارس وأخذ العسل والسمن وكان يفعل مثلما يفعل والده ،
وأخذ ينادي في السوق بصوت عالي أنا إبن العم رشيد وهذه بضاعته الممتازة إنه فقط مريض وأنا أبيع هذه الأيام بدلا منه.
بمجرد أن حصل فارس على النقود نظر إليها وقال لماذا لا أقوم بوضع القليل من الماء في العسل والسمن ،
حتى أحصل على كمية أكبر وبالتالي نقود أكثر.
وبالفعل قام بوضع المياه في العسل وكذلك زيادة السمن بحيث لا يلاحظ أحد مقدار هذه الزيادة ،
زادت كمية النقود وازداد معها طمع فارس للمزيد من الأموال.
زاد فارس في كمية المياه لدرجة أن أهل القرية الذين اعتادوا على طعم السمن والعسل الخاص بالعم رشيد ،
تغير رأيهم وبدأ الجميع يعزف عن الشراء من فارس إبن العم الرشيد.
بعدما لاحظ فارس عزوف أهل القرية عن الشراء منه إتجه إلى والده المريض وأخبره بكل شيء.
حزن العم رشيد بسبب ما قام به إبنه من غش وخداع ونهاه عن القيام بذلك مرة أخرى ،
ولكن للأسف حدث ذلك بعد فوات الأوان فأهل القرية اتجهوا لشراء العسل والسمن من شخص آخر كان يرعى الله فيما يبيعه ،
الأمر الذي أحزن العم رشيد أكثر وقال لإبنه : أترى كيف سائت سمعتي بسبب طمعك وغشك لأهل القرية ،
إعلم أن الغشاش حتى وإن حصل على الكثير من الأموال فإن الله سوف يعاقبه في النهاية.