Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

الغيرة القاتلة

الغيرة القاتلة

قالت فتاة وهي داخل الحرم المكي رأيت إمرأة عجوز تصلي وتبكي وترفع يدها وتدعي ، كانت تبكي بحرقه لم أرى مثلها من قبل.

فذهبت إليها وجلست بجوارها وسئلتها : مالك أيتها السيدة أراكي تبكين بحرقة فما القصة!

فقالت المرأة العجوز وهي ما زالت تبكي : أبكي من عذاب نفسي ، فقلت لها كيف؟

فقالت : كان لي زوج وكنا نحب بعضنا حبا أسطوريا إلا أنه لم يرزقني الله بالولد ،

وهذا ما عكر صفو حياتنا فأشفقت عليه واقترحت عليه الزواج من أخرى ،

ولكنه رفض بشدة ولكني ألححت عليه أيام وشهور حتى وافق.

فتوجهت معه وذهبنا لخطبة إحدى الفتيات وتم الزواج ولكن ما لبثت إلا أن شبت في قلبي نار الغيرة ،

عندما رأيته يميل إليها أكثر مني وخصوصا عندما تم الحمل ثم الولادة وأنجبت إليه طفلا جميلا.

وزادت غيرتي وحقدي وزاد هو تقرب منها إلى أن جاء يوم وقال لي أنه سوف يسافر مع زوجته الجديدة ،

وأنه سوف يترك الولد معي فوافقت دون نقاش لأنه لا أحد غيري يعتني بالطفل.

وفي يوم السفر الأول كان الولد أمامي يلعب وكانت ليلة شتاء قارصة البرودة فأشعلت بعض الحطب كي ادفئ الغرفة ،

وعندما كان الولد يلعب وأنا النار تأكل قلبي من غيرتي وحقدي ذهب إلى المدفئة وأمسك بالجمر ،

فأسرعت إليه ولكني بدل من أن أنزع يده من النار وضعتها فيها حتى ذابت يده في النار ،
فهدأت نار قلبي ولكنها لم تنطفئ.

وبعدها بساعة جائني خبر بأن زوجي وزوجته الثانية أصيبو بحادث ومات الإثنان ،

فوجدت نفسي وحيدة ليس لي غير هذا الطفل المشوه اليد وكبر الطفل وأحببته وأحبني ،

وأصبح هو المسؤول عني وهو من يرعاني ويرى متطلباتي.

إقرأ أيضا: رعاية الله

وكان يعاملني بلين ورفق ويرعى الله في معاملتي ، كان يناديني يا أمي ،

وفي كل مرة ينادي فيها أمي كان يعتصر قلبي من الحزن ،

وفي كل مرة أرى فيها يداه المشوهة يختلع قلبي وأبكي ولا أعلم بدون هذا الطفل كيف سيكون حالي.

​قال الله تعالى : وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون​َ {البقرة:216}.

وقال النبي صل الله عليه وسلم : عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ،
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?