الفلاح واللصوص
الفلاح واللصوص
كان فلاح يقتاد حمارا وعنزا إلى المدينة ليبيعهما ، وكان للعنز جلجل معلق برقبتها.
رأى ثلاثة لصوص الفلاح يمر ، قال الأول : سأسرق العنز ، دون أن يحس الفلاح بذلك.
وقال الثاني : وأنا سأنتزع منه حماره.
فقال الثالث : وهذا ليس صعبا أيضا ، أما أنا فسأعريه من ثيابه جميعا.
إقترب اللص الأول خفية من العنز ، ونزع عنها جلجلها ، وربطه بذيل الحمار ، واقتاد العنز إلى أحد الحقول.
وعند منعطف في الطريق ، ألقى الفلاح نظرة خاطفة وراءه ، فرأى أن العنز قد إختفت ؛ فانطلق يبحث عنها.
ذهب اللص الثاني إليه وسأله عما يبحث ، أجابه الفلاح أن عنزه قد سرقت.
قال له اللص : عنزة ، رأيتها منذ لحظة فقط ، هنا ، في هذه الغابة.
رأيت رجلا يمر وهو يركض ومعه عنزة ، ومن اليسير اللحاق به.
جرى الفلاح للحاق بعنزه بعد أن طلب من اللص أن يمسك بحماره ، فساق اللص الثاني الحمار.
عندما عاد الفلاح من الغابة إلى حماره ، رأى أن الحمار قد إختفى أيضا ، فانفجر باكيا وتابع سيره.
شاهد في طريقه ، على حافة مستنقع ، رجلا جالسا يبكي ، فسأله عما به.
أجاب الرجل أنه كلف حمل كبس مملوء ذهبا إلى المدينة ، وأنه جلس على حافة المستنقع ليستريح ،
وأنه صدم الكيس وهو ينام ، فسقط في الماء.
سأله الفلاح لماذا لا ينزل إلى الماء لانتشاله.
أجاب الرجل : إني أخاف الماء ، ولا أعرف السباحة ، لكني سأهب عشرين قطعة ذهبية لمن ينتشل لي كيسي.
إبتهج الفلاح وقال : «إن الله قد خصني بهذه النعمة ليعوضني عن فقدي عنزي وحماري».
فخلع ثيابه ونزل إلى الماء ، لكنه لم يجد كيساً مملوءاً بالذهب ، وعندما خرج من الماء لم يعثر على ثيابه.
كان ذلك من فعل اللص الثالث الذي إستطاع أن يسرق حتى ثيابه!
إقرأ أيضا: الفلاح والذئب
الخلاصة : قلت هذه قصة شملت أكثر المواضع التي نُؤذي منها : أما الأولى فكانت طعنة من الخلف في لحظة غفلة منا ،
وأما الثانية فهي موضع الناصح الذي يدس السم في نصيحته ونحن نحسب أنه يحسن صنعًا ،
وأما الثالثة ففي موضع سبق الدمع الكلام فتأثرنا بذلك وأغرانا حتى خدعنا.