إسلام

القائد محمد بن القاسم فاتح بلاد السند وعمره 17 عاما

القائد محمد بن القاسم فاتح بلاد السند وعمره 17 عاما

لما تولى الحجاج الثقفي جعل من أولوياته فتح السند هذا الثغر العظيم ، باكستان الآن.

خاصة بعد قتل عامله في قتاله مع ملك السند داهر.

وقد رأى أن هذا الفتح لن يتم إلا بجيش قوى على رأسه قائد شجاع لا يبالي بجيوش داهر الضخمة ،

ولا يستوحش من بعد المسافة وطول الطريق إلى السند.

وبعد بحث وتقليب نظر في قائمة القادة الأبطال ، وقع الإختيار على بطلنا محمد بن القاسم وكان وقتها في السابعة عشر من العمر!

تحرك محمد بن القاسم بجيشه لفتح مدينة الدبيل أحصن مدن السند ،

وفي الطريق إليها فتح عدة مدن حتى نزل على مدينة الدبيل.

وذلك يوم جمعة ووافاه الأسطول بآلات الحصار ومنها المنجنيق الكبير المشهور باسم العروس.

وكان يلزمه 500 رجل لتشغيله ، وضرب محمد بن القاسم حصاراً شديداً على المدينة الحصينة ،

واستمرت الهندوس في الدفاع عن مدينتهم.

وفكر محمد بن القاسم في فكرة عبقرية لفتح المدينة تعتمد في الأساس على خبرته بنفسية الأعداء وطبيعة تفكيرهم ،

فكان في المدينة معبد ضخم لصنم معروف عندهم يعظمونه ،

فأمر محمد بن القاسم بتوجيه قذائف المنجنيق إلى هذه السارية حتى كسرها ، وهو يعلم بتشاؤم الهندوس من ذلك.

وبالفعل مع إنهيار السارية إنهارت معنويات الكفار واقتحم المسلمون المدينة ،

وفتحوها بعد معركة طاحنة.

وبنى محمد بن القاسم بها مسجداً واستقدم أربعة آلاف من المسلمين وأسكنهم في المدينة ليعلموا الناس الإسلام.

واصل محمد بن القاسم سيره ، يفتح المدن ويهدم المعابد الوثنية والبوذية بها ويقيم شعائر الإسلام وأسكنها.

إقرأ أيضا: قال إبن جرير الطبري رحمه الله

ويبني المساجد حتى غير خريطة البلاد تماماً وصبغها بصبغة إسلامية تامة.

إنبهر الهندوس بشخصيته القوية الحازمة وقد تعجبوا من شجاعته وحسن قيادته لجيش كبير وهو دون الثامنة عشر ،

1 3 4 10 1 3 4 10

وبالفعل أسلم عدد كبير من الهنود وانضم منهم أربعة آلاف رجل يقاتلون مع محمد بن القاسم ،

وكان لهم أثر كبير في القتال لخبرتهم بالبلاد ومعرفتهم للغة الهنود.

كانت الأخبار قد وصلت إلى ملك الهند الوثني داهر فاستعد للقاء المسلمين بجيوش كبيرة مع سلاح المدرعات الشهير وهم الفيلة ،

وقد داخله الكبر والعجب لضخامة جيوشه واستخف بالمسلمين لقلتهم.

ولكنه فوجىء بالإعصار الإسلامي يعبر نهر مهران ، الفاصل بينه وبين المسلمين ،

ويجد داهر الذي كان على ظهر فيل كبير نفسه وجهاً لوجه مع محمد بن القاسم وجنوده ،

ويقتتل الفريقان قتالاً مهولاً لم تشهد مثله أرض السند من قبل.

ويرى داهر جنوده صرعى من حوله تتخطفهم سيوف المسلمين ،

فنزل من على ظهر فيله المنيع ويقاتل بنفسه حتى يأتيه قدره المحتوم ويقتله المسلمون
وينشد قاتله هذه الأبيات :

الخيل تشهد يوم داهر والقنا ومحمد بن القاسم بن محمد.

إنى فرجت الجمع غير معرد حتى علوت عظيمهم بمهند.

فتركته تحت العجاج مجندلاً متعفر الخدين غير موسد.

وبمقتله أدرك المسلمون ثأرهم وانفتحت أمام بلاد السند على مصراعيها وأحرقت إمرأة داهر نفسها هي وجواريها ووقعت صيتا إبنة داهر فى الأسر.

بعد مقتل داهر واصل محمد بن القاسم سيره ليحقق الهدف الأكبر والأبعد.

ففتح مدينة راور ، ثم رهماناباذ ، ثم إستسلم إقليم ساوندرى وأعلنوا إسلامهم.

وثم سمند ، وثم فتح محمد بن القاسم مدينة الملتان ، وذلك بعد قتال عنيف إذ كانت معقل البوذية بالسند وغنم منها أموالاً طائلة حملت كلها إلى الحجاج ،

وقدرت بمائة وعشرين مليون درهم ، ومع الغنائم رأس الطاغية داهر وكانت الحملة قد تكلفت ستين مليون درهم فقال الحجاج كلمته الشهيرة ،

شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?