القاتل قريب منك
القاتل قريب منك ، وربما من يهابه الناس يكون أحن الأشخاص عليك
مجموعة من الشباب يجتمعون في غرفة سرية خاصة بهم في منزل مهجور في القرية يتكونوا من خمسة أفراد ،
ثلاثة فتيات وشابين ، ألا وهم فارس ويوسف وشام ونبيلة وإسراء ،يتحدثون عن حالات الإختفاء التي تحدث في القرية.
بينما هم جالسين يدق قانوس الخطر وهو عبارة عن جرس ضخم عندما يدق يكون هذا إعلان عن إلتزام المنازل ،
وكل شخص يتأكد من أسرته ويقفل الأبواب جيدًا.
ليهرع الجميع للخارج يركضون إلى منازلهم وهم يقولون لبعضهم غدًا نلتقي.
عاد الجميع إلى منازلهم أقفلت الأبواب النوافذ مطلية باللون البنفسجي الغامق تمنع ضوء المصباح أن يظهر لمن هو خارج المنزل ،
وصوت الصمت هو السائد لا يوجد أحد في الشوارع سوى بعض الحيوانات الضالة فقط.
تبدوا القرية كأنها هاوية وخالية من البشر بعد تمام الساعة السابعة مساءًا.
قبل ثلاثة أشهر من ذاك اليوم كانت القرية تعج بالسكان لا تخلو من المارة صباحًا ومساءًا ،
لكن في إحدى الأيام صدح صرخات متتالية ليذهب الجميع تجاه الصوت ليظهر لنا إمرأة ترتدي ثياب سوداء ومليئة بالأتربة وتصرخ وهي تندب حظها.
تقترب منها النساء يحاولون معرفة السبب وهي تقول بصرخات تكاد تتشقق حنجرتها :
زوجي لم يعد إلى الآن هذا ليس على غير عادته كان يخبرني بأن هناك شخص يراقبه عند عودته ليلًا من عمله ،
حينما لا يوجد أحد بالشارع والآن منذ يومين لم يعد للمنزل واحسرتاه كيف سنعيش الآن.
أكملت وصلة الصراخ وتضع التراب على رأسها وهي ممسكة بإحدى ثيابه ،
ليطمئنها الجميع أنهم سوف يبلغون الشرطة وسيجدونه بالتأكيد.
إقرأ أيضا: تزوجت منذ خمسة عشرة عاما من شاب طيب خلوق
تداركت الأمر وعادت لمنزلها ولم يمض يومان ، حتى وجدوا إمرأة أخرى تبحث عن طفلها المتغيب من الأمس ،
كان يلهوا بالجوار ولم يعد حتى الآن ، واستمر الحال هكذا ، إمرأة تختفي وشباب ورجال كأن القاتل لم يرد أحد بعينه.
فقرر هيئة مجلس القرية أن يتم غلق الأبواب بعد الساعة التاسعة مساءًا ، ولا يخرج أحد من المنزل ،
ومن بالخارح يعود مبكرًا لحين العثور على هذا القاتل.
المصيبة الكبرى أن جرائم الإختفاء ما زالت مستمرة ، وكثرة الأقاويل بأن هناك شبح يأتي من الغابة المجاورة يقوم باستدراجهم ومن ثم أخذهم.
وهناك من يقول أنه من قديم الأزل كان هناك أسطورة أن في تلك الغابة يعيش كائن مريب ومخيف ،
لديه مخالب حادة وعيون كالصقر وأسنان مفترسة طويلة ،
بل ضخم للغاية يظهر لك ومن ثم يجذبك بصوته الساحر الخلاب إلى وسط الغابة ، ثم يلتهمك.
اجتمع كبار القرية ليظهر لهم أن تلك الجرائم تحدث من بعد الساعة السابعة مساءًا ليقوموا بصنع جرس ضخم ،
ليسمع أهل القرية ، فهم يعيشون بالقرب من الغابة بعيدين عن المدينة ولا يوجد سواهم في المنطقة.
عندما يدق الجرس يغادر الجميع إلى منازلهم ويقفلون الأبواب خلفهم ،
من يعمل يترك العمل ، يتركون كل شيء خلفهم فهم يحافظون على سلامتهم أولًا.
مر أسبوع في هدوء تام ، لكن في الأسبوع الثاني يسمعون صرخات عالية بعد الوقت المحظور ،
الجميع خائف أن يترك منزله صرخات عالية تطلب النجدة ،
لكن لا أحد يحرك ساكنًا هم فقط يدعون لمن يصرخ ويتحدثون عنه من خلف الأبواب.
في الصباح يتساءلون عن الذي حدث ليجيبهم شخص بأن هناك عملية سطو على منزل ما ،
وتم قتل جميع من فيه الأم والأب والأولاد السبع ، لكن جثثهم ما هي إلا أشلاء.
إقرأ أيضا: اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته
كأن هناك مفترس اقتحم المنزل بعد أن تحطم زجاج النافذة بالكامل ،
لتخرج أقاويل تقول بأن هذا الكائن ينجذب للنور فيبدأ الجميع بطلاء النوافذ والأبواب ،
وأي شيء يخرج منه إضاءة المصابيح إلى الشوارع يطلونها كي تمنع خروج الضوء.
في اليوم التالي يجتمع المراهقين مرة أخرى ويتحدثون عن تلك الرائحة الكريهة التي تغطي على القرية بأكملها ،
من أين تأتي ليقول فارس وهو يتحرك ذهابًا وإيابًا.
فارس : يقول الكبار بأنها رائحة الموتى الذين يقتلون بعد اختفائهم وتأتي من الغابة ،
ولا يجرؤ أحد على الذهاب إلى هناك خوفًا من المجهول.
لتقول شام وهي تؤكد على ما قاله : أجل يا أخي فعندما كنا عائدين أنا وأنت بالأمس ، كانت كلما اقتربنا من الغابة تزداد الرائحة.
ليعتدل يوسف في وقفته بعد أن كان متكيء على الجدار وهو يقول بتفكير : ترى هل ما يقولونه عن ذاك الكائن الأسطوري صحيح؟
لتقول نبيلة بتفاخر : يخبرني أبي دومًا فكما تعلمون بأنه من كبار المسؤولين في القرية ،
ومن ضمن حماة القرية أنه حقيقي وهو يأكل البشر.
لتصرخ إسراء ليفزع الجميع وينظرون نحوها ليقولون لها ماذا حدث؟
لتخبرهم بقلق : كان هناك عنكبوت يسير على يدي.
ليهدأ الجميع فتقول نبيلة بتأفف وسخرية : ليس عليكِ الصراخ هكذا.
كادت تجيبها إسراء ، ليقاطعها فارس وهو يقول بحزم : لا أريد الشجار أمامنا قضية مهمة.
قال لهم يوسف وهو ينظر لساعته التي بحوزته : يجب أن أذهب فلدي موعد مع مدرس العلوم أنتِ أيضًا نبيلة هل ستذهبين؟
لتضرب جبتها وهي تقول : أجل لقد نسيت الأمر هيا هيا فلنذهب سنلتقي غدًا إلى اللقاء.
ليغادرا الغرفة ويتبقى إسراء وشام وفارس معًا.
إقرأ أيضا: يحكى أنه منذ زمن بعيد إجتمع ثلاثة أشقاء بعد وفاة والدهم
كان فارس في عمر إسراء في الصف الأول الثانوي ، ويوسف ونبيلة في الصف الثالث الإعدادي ،
أما شام فهي أخت فارس الصغرى وما زالت في الصف الأول الإعدادي.
كانت إسراء وشام يتحدثن مع بعضهم البعض ليقول فارس لشام بجدية :
يجب أن نغادر الآن فلدي امتحان غدًا وتذكرت الآن.
فنظر لإسراء وهو يخبرها بأن تعود للمنزل هي الأخرى وسنتقابل غدًا في تمام الساعة الرابعة عصرًا.
غادروا جميعًا عائدين إلى مشاغل حياتهم فجميع من بالقرية يعيشون في كابوس مزعج يتمنون بأن ينتهي قريبًا.
القرية في الصباح تعج بالسكان والأطفال والنساء الجالسين أمام منازلهم يتحدثون عن كل شيء ،
وينظرون للتي ذهبت وعادت لا يتركون أحد في حاله.
مر اليوم بسلام بعد أن التزم الجميع بالقواعد تجنبوا الخطف ، لكن كثرت سرقة الموتى خصوصًا المتوفيين حديثًا ،
لكن لا يهم الأهم لم يفقدوا أي شخص ما زال على قيد الحياة.
في اليوم التالي اجتمعوا مجددًا ، لكن هذه المرة قرروا الذهاب للغابة ليأخذوا مصابيح وأدوات كحماية لهم ،
فمنهم من يحمل عصا حديدية ، والأخر يحمل سكين كبير وهكذا.
كلا منهم وضعوا أغراضهم في حقيبة ظهر وغادروا القرية متجهين تجاه الرائحة ،
يضعون أوشحة على أنفهم وفمهم كي يقل من استنشاق هذه الرائحة الكريهة.
كانوا يبحثون في الغابة لم يتوغلوا بالداخل ، لكن الأشجار كثيفة مما يجعل المكان كأنه في الليل ويخيم الظلام.
أضاؤوا المصابيح التي بحوزتهم واستعدوا جيدًا ويحمون بعضهم البعض عندما اقتربوا من المنزل المحاط بالأشجار ،
شعروا بأن هناك من يراقبهم تمعنوا جيدًا ليجدوا بقايا أكفنة بها بعض الجثث يشعرون بأنهم متراقبين ليمسكوا أيد بعضهم البعض ،
إقرأ أيضا: كما تدين تدان
ويقتربون من الباب ليدفعه فارس ويوسف بقدمهم ليفتح وهو يصدر صوت صرير مخيف ليتراجعوا للخلف من هول الرائحة التي خرجت ،
لتسعل إسراء بشدة هي ونبيلة أما شام فأخيها قام بإحتضانها ووضع رأسها تجاهه قبل رؤية المنظر.
فالمنزل مليء بالدماء وأشلاء الموتى وأكفان سوداء من كثرة الدماء ، أما الرائحة فكانت لا تتطاق.
في تلك اللحظة سمعوا صوت حشرجة وخطوات تقترب ليهربوا عائدين إلى القرية وهم يعودون بسرعة كبيرة ،
حتى وصولوا لمنطقة أمنة ليقرع صوت الجرس ليغادروا وهم يركضون بسرعة قبل أن يكتشف أحد ما غيابهم.
فارس وشام منزلهم قريب من الغابة يقفون وهم يتنفسون بصعوبة ويسمعون صوت الجرس أوراق الشجر تصدر صوت مخيف ،
لكن شام أخبرت فارس يجب علينا العودة والاختباء ومعرفة من الجاني.
ليقول لها فارس وهو يمسك يدها ويعودون للمنزل مرة أخرى : هيا بنا أشعر بخطب ما هناك.
عادوا من جديد للمنزل ما زال الباب مفتوح ، ثم قاما بالإختباء خلف إحدى الصناديق الموضوعة بالداخل ،
لم يمض سوى برهة من الوقت كان كأنه دهر عليهم من هول المناظر والرائحة التي قاموا بوضع وشاح به بعض العطر على وجههم ،
كي يخفف من الرائحة.
هنا وجدوا خطوات أقدام قادمة ليختبؤوا جيدًا ، لكنهم لم يروا من الذي دخل الغرفة سوى ظهر يظهر في الظلام ،
وصوت عالي كأن هناك وحش يفترس طعامه.
في تلك اللحظة كان هناك رجل يقف أمام الباب يحمل شيء على كتفه كان كفن جديد!
ليقترب رويدًا رويدًا من الذي يجثوا على الأرض كان الظلام لا يظهر أي وجهه من الموجودين ،
ليضع الرجل الكفن أرضًا ويقترب من الذي يعطي ظهره له ليظهر بأنه والدهم ،
لتفتح شام فمها بصدمة هي وفارس الذي سمع شام تهمس بكلمة “أبي” لينظر لها فيراها تبكي بصمت ،
ليقول أباها للذي يعطيه ظهره ألم أقل بأنه لا يوجد قتل بعد الآن.
إقرأ أيضا: كانت تريد تنصير مسلمة فأسلمت قصة إسلام جميلة جولي
ألم أقل بأنني سوف أأتي بالمتوفيين حديثًا إذا لماذا تعصني.
على حين غفلة أدار الشخص الآخر وجهه ليظهر لهم إمرأة ملطخة بالدماء وهناك قدم شخص بيدها تقوم بأكله بشراهة ،
كادت تشهق شام ليضع فارس يده على فمها بقوة منعًا من إصدار أي صوت ،
لتخبره بأنها لن تفعل لتبكي بصمت أكثر وينظر فارس بحزن شديد وأسى لتحضتنه شام وهي تقول له : لمَ أمي تأكل البشر؟
يغادرا والديهم وهم من بعدهم ليركضوا باتجاه منزلهم قبل عودة والديهم كي لا يشعرون بشيء.
وصلوا للمنزل ، لكنهم اختبئوا داخل حجرة فارس وأقفلوا الباب جيدًا وهم يتحدثون بهمس كي لا يسمع أحد شيء.
شام وهي ترتعد من الذعر والخوف : ماذا سنفعل؟
ليحتضنها فارس وهو يطمأنها ليقول لها : الذي رأيناه اليوم يجب أن لا يعلم به أحد قبل اكتشاف الحقيقة.!
لتهز شام رأسها وهي ما زالت تبكي علامة على أنها ستفعل ما تقوله.
يفكر فارس فيما يفعله هل يخفي الأمر عن القرية كي لا يتم قتل والديه وتأثر أخته الصغرى بما سيقولنه الناس؟
أم ماذا يفعل!
فهو في حيرة من أمره ليطرق الباب عدة مرات ليجيب وهو يحاول أن يتماسك : من؟
ليقول والده من الخارج : لمَ الغرفة موصدة؟
ليجيبه فارس بحذر : لا شعرنا بأن هناك أحد بالخارج ،
لذا جاءت شام إلى حجرتي ونامت هنا وأقفلنا الباب جيدًا.
ليأتي صوت والده بقلق : هل أنتم بخير.
أجابه فارس : أجل.
ليأتي صوت والدته لتنتفض شام من موضعها لكن فارس لم يتركها : إذا قوما بفتح الباب.
ليقول فارس بتريث : لا ليس الآن كما تعلمين عندما تفزع شام لا تحب الباب الذي أغلقته أن يفتح.
لتخبره والدته : أجل أعلم إذن عليك بالمكوث معها حتى تطمئن سنذهب للنوم أنا ووالدك.
ليقول فارس وهو يخفي إرتباكه : حسنًا حسنًا.
سمع صوت خطواتهم تبتعد ليتنفس الصعداء ويطمئن شام التي غفت على سريره بجواره.
أما هو فأمامه خيارين لا ثالث لهم ، إما أن يخبر القرية ويفقد والديه وتتأثر أخته! أو يخفي الأمر ويستمرا في القتل.