Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

القرية المخفية الجزء الرابع

القرية المخفية الجزء الرابع

تأثر أحمد كثيرا لرحيل جده فبقي ممسكا به حتى بعد أن أبعد الجند القرويين وطالبوهم بالعودة إلى بيوتهم ،

لكن باهر أمر جنوده أن يبقوا على أحمد حتى يشهد على باقي فصول انتقام باهر من القرية التي طردته وقتلت جده حسب زعمه.

وبعد أن أنهى باهر طقوس إلقاء اللعنة الثالثة إلتفت إلى أحمد وقال :

ستشهدون الليلة الفصل الثالث من عقوبة جدي بحقكم ،

اللعنة ستجعلكم تصابون جميعا بنوبات الصرع المزعجة يومياً وحتى نهاية حياتكم البائسة.

أما الآن فسأكشف لك عن الكنز الذي عرفت مكانه بواسطة خريطة الكنز التي نقشها جدي على قاعدة التمثال.

تلا ذلك أن أمر باهر جنده فأحضروا فرناً كبيراً على عجلات ثم أوقدوا فيه نارا عظيمة ،

وبعد ذلك أدخلوا التمثال في الفرن فقال أحمد بغضب : ألا يكفيك ما فعلته تريد الآن أن تدمر كنزنا أيضا.

قال باهر : أريدكم أن تعلموا أننا لم نأتي من أجل التمثال بل ما بداخله.

رد أحمد بتعجب : ما بداخله؟

وبعد فترة إنصهر تمثال الذهب من الأعلى فكشف عن تجويف يؤدي إلى داخله ،

ثم قام باهر بارتداء قفاز من الجلد السميك ومد ذراعه داخل التجويف واستخرج حجرا أزرق اللون ،

فرفعه عاليا وصاح بسعادة : أخيرا وبعد طول انتظار ها قد أصبح حجر الفلاسفة في يدي.

تسآئل أحمد وبقية الجنود عن ماهيّة حجر الفلاسفة ،

فقام باهر بتوجيه الحجر ناحية سيفه وتمتم بكلمات وإذا بسلاحه يتحول إلى سيفٍ من الذهب الخالص.

آنذاك ذهل الجميع من تأثير ذلك الحجر العجيب وبقدرته على تحويل المعادن ،

فصفق الجنود لقائدهم باهر مطولا حتى أنهم تزاحموا حوله ومدوا له سيوفهم ودروعهم وسائر مقتنياتهم المعدنية ليحيلها إلى الذهب.

أما أحمد فقد استغل فرصة انشغال الجنود عنه فانسل منسحبا عن المكان تاركا جثة جده على الأرض ،

ثم ركض هاربا نحو المغارة وهو يقول في نفسه :

إقرأ أيضا: الغابة المسحورة الجزء الأول

آسف يا جدي لاضطراري إلى تركك هكذا لكن يجب أن أعمل بوصيتك وأمنع اللعنة الثالثة قبل حلولها.

نظر أحمد إلى ما وضعه جده في يده فإذا هو مفتاح غريب الشكل إذ أنه ذو نهاية مثلثة ،

فاستنتج أنه لابد أن يكون هناك في نهاية المغارة ثقب خفي لذلك المفتاح يؤدي إلى مكان سري.

وصل أحمد إلى المغارة وبحث حيث أشار جده وبعد تفتيشٍ دقيق عثر على صخرة غير اعتيادية تحتوي على الثقب المرصود ،

فأدخل فيه المفتاح ثم أداره فاندفع الجدار فجأة إلى الداخل ثم انزاح إلى أعلى بصورةٍ مهيبة.

دخل أحمد إلى الداخل بخطواتٍ مترددة فوجد نفسه يهبط سلالم حجرية إلى عمق ظلام المغارة.

بالنسبة لباهر فإنه بعد أن افتقد أحمد غضب أشد الغضب على جنوده فوجه الحجر نحو أحدهم فأحاله إلى تمثال من صفيح.

فذهل باهر لقدرة الحجر على التأثير حتى على الأنسجة الحية!

ذعر الجنود الباقين فانطلقوا يبحثون عن أحمد في كل مكان حتى أتت الأخبار إلى باهر بوجود فتحة غريبة في نهاية المغارة.

دخل باهر في ذلك المدخل الجديد يتبعه عدد من الجنود لملاحقة أحمد الذي كان قد وصل إلى قعر المغارة والذي كان أشبه بالمعبد ،

حيث تم هناك وضع العديد من الشموع على هيئة حلقات ،

فقام أحمد بإيقاد بعضها فكشف النور له عن وجود ثلاثة تماثيل من الحجر لرجال يبدو على وجوههم الرعب الشديد ،

كما شاهد رسوما قديمة مخطوطة على جدران المغارة.

كانت تلك الرسوم وكأنها تحكي عن قصة الحجر الأزرق ،

حيث تبدأ بصور أربعة أشخاص وهم يستخرجون الحجر من قدر مغلي وصولا إلى وضعه داخل تمثال النسر.

فعلم أحمد أن جده كان من ضمن طائفة سرية مهمتها صيانة وحفظ سر الحجر الأزرق.

استغرب أحمد وتساءل في نفسه أنه لماذا تم تخبئة حجر خطير كهذا داخل تمثال ذهبي؟

إقرأ أيضا: القرية المخفية الجزء الأخير

ألن يكون التمثال نفسه عرضةً لطمع الغير حتى وإن لم يعلموا ما بداخله ؟

لكن استغراب أحمد قد زال بعد أن وجد قفاز من ذهب موضوع على مخطوطة تبدو جديدة ،

وعندما قرأ أحمد المخطوطة إكتشف أنها قد كُتبت بخط جده وأنها كانت موجهة إليه شخصيا حيث كتب الجد :

حفيدي أحمد إذا كنتَ تقرأ هذه السطور فهذا يعني بأنني قد مت وأنه يقع على عاتقك الآن مهمة إبعاد الحجر الأزرق عن أيدي الطامعين.

إعلم يا أحمد أن قصة الحجر كما ترويها رسوم الكهف ،

هي أنه ومنذ زمن طويل وفي هذا المكان بالذات قام أربعة من المشعوذين ممن باعوا ضمائرهم للشياطين بصناعة حجر فريد من نوعه قادر على التحكم بالعناصر ،

ومن ضمن ما يفعله الحجر هو تحويل المعادن الرخيصة إلى الذهب والفضة ،

بل وحتى إلى الياقوت والزمرد وذلك بحسب قوة المشعوذ ومقدار سيطرته على الحجر ،

لكن الطمع أعمى أحدهم فقام بتحويل زملائه إلى حجر لينفرد هو بالحجر الأزرق لنفسه حتى أنه أطلق عليه إسم حجر الفلاسفة.

لكن ما لا يعلمه ذلك المشعوذ هو أن زملائه قد قاموا بوضع تعويذة حماية على الحجر لأنهم كانوا يتوقعون خيانته في أية لحظة ،

وتنص تلك التعويذة على أن الذي يستعمل الحجر يجب عليه أن يحمله بواسطة كف أو حاوية من الذهب ،

وإلا فإن الحجر لن يستقر حتى يقضي على حامله.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?