اللحظات الأولى في الجنة
اللحظات الأولى في الجنة
ستكون مبهرة جدا ، حين نرى الأنهار والقصور والثمار والخيام والذهب واللؤلؤ والحرير.
حين نلتقي بأحبة ماتوا منذ زمن وغابوا عن أعيننا ، وحين يلتقي الإبن البار بأمّه ،
والشيخ الفان بابنته ، والوالدان بإبنهما الذي مات.
حين نرى المريض شُفي ، والمهموم سُعد ،
والشيخ عاد شابا ، والعجوز رجعت فاتنة ،
حين نلتقي بالأنبياء ، ونسلم على الصحابة
ونتعرف على علماء الأمة ، ونشاهد مجاهديها
ونرى شهداءها ،
ونبصر الملائكة بأعيننا رأي العين.
حين يقال لنا هذا أبو بكر ، والقادم هناك عمر ،
والجالس تحت الشجرة هو ابن الوليد ،
ونسمع صوتا عذبا فيهلل الجميع إنه نبي الله داود.
إذا سنرى النبي عليه السلام الأن!
حين نرى أصحاب الأخدود وأهل الكهف ، وأصحاب السفينة ، ومؤمن آل فرعون ،
ومؤمن أصحاب القرية ، وذو القرنين ، وهذا الراوية أبو هريرة ، وذاك ترجمان القران ابن عباس.
حين نرى الله ، كرؤية البدر ليس بيننا وبينه حجاب.
كيف ستكون أول لحظة ، وأول ليلة ، وأول صباح في الجنة ،
وقد إنتهى العمل والتكليف ، وفرغ الناس من الحساب ،
وغادرنا عالم النفاق والشرور والحروب والكراهية ،
واختفت وتلاشت الهموم والمشاكل والشيب ووهن العظم وضيق الصدر والأدوية والأجهزة والمهدئات.
كيف ستكون لحظة رؤية الله سبحانه وتعالى وهو يقول :
(قد رضيت عليكم فلا أسخط عليكم أبدا).
إن الجنة تستحق فعلاً أحبتي أن نجتهد ونجاهد أنفسنا أولا وقبل كل شيء.
(ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله هي الجنة).