اللهم لا تمتني إلا بين يدي الربيع

اللهم لا تمتني إلا بين يدي الربيع

روي عن الربيع بن هيثم أنه كان يديم السهر ،
فقالت له ابنته : يا أبت من أفضل خلق الله عز وجل؟

فقال : سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.

فقالت : بحرمة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ، ﻧﻢّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ.

ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ!

ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﺴﻤﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻋﻠﻲّ بسيدنا محمد صل الله عليه وسلم ﺃﻧﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ.

ﻓﻨﺎﻡ ، ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺃﻣﺔً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻓﻲ الجنة ،

ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﺗﻠﻘﻮه ،

ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ، ﻗﺎﻝ : ﻋﻨﺪﻛﻢ إمرأة ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ؟

ﻓﻘﺎﻟﻮا : ﻭﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻤﻴﻤﻮﻧﺔ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ ، ﻫﻲ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﺗﺸﺘﺮﻱ ﺑﺄﺟﺮﺗﻬﺎ ﺗﻤﺮﺍً ﻓﺘﻔﺮّﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،

ﻭﺗﺼﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻟﻬﺎ ، ﻓﻼ ﺗﺪﻉ ﺃﺣﺪا ﻳﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺡ.

ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﺣﻬﺎ ؟!
ﻗﺎﻟﻮا : ﺗﻘﻮﻝ : ﻋﺠﺒﺎً ﻟﻠﻤﺤﺐ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺎﻡ؟ ﻛﻞ ﻧﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺣﺮﺍﻡ.

ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ، ﺩﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

ﻓﻘﺎﻟﻮا : ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎم ،
ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﺤﺮﺍﺑﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ ،

ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺗﺮﻋﻰ ، ﻭﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺗﺤﺮﺳﻬﺎ ،
ﻓﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ : ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ.

قالت : ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ربيع.
ﻗﻠﺖ : ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ اﺳﻤﻲ ؟

إقرأ أيضا: حكاية في آية

ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻋﺮّﻓﻨﻲ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻧﻲ ﺯﻭﺟﺘﻚ ،

ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ، ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻏﺪﺍً في الجنة.

ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﻛﻴﻒ اجتمع ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺑﺎﻟﻐﻨﻢ؟

ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻟﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺣﺒﻪ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﻭاﺣﺘﻜﻢ ،
ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ.

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺭﺑﻴﻊ! أﺳﻤﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻴﻪ.

فقرأت : {يا ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻣﻞ .. ﻗﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ ..}
ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻤﻊ ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﻄﺮﺏ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

(ﺇﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻧﻜﺎﻻً ﻭﺟﺤﻴﻤﺎ .. ﻭﻃﻌﺎﻣﺎً ﺫﺍ ﻏﺼﺔ ﻭﻋﺬﺍﺑﺎً ﺃﻟﻴﻤﺎ ).

ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺻﺮﺧﺔً ، ﻭﺧﺮﺕ ﻣﻴﺘﺔ.

ﻓﺘﺤﻴّﺮﺕٌ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ؛ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺟﻤﺎﻋﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻧﺤﻦ ﻧﻐّﺴﻠﻬﺎ ﻭﻧﺠﻬّﺰﻫﺎ.

ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻋﺮﻓﺘﻦ ﺑﻤﻮﺗﻬﺎ؟
ﻗﻠﻦ : ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﺩﻋﺎﺋﻬﺎ ﻭﻫﻲ تقول : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﻤﺘﻨﻲ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ.

فلما سمعنا ﺑﺤﻀﻮﺭﻙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃن ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺀﻫﺎ.

Exit mobile version