الماضي والحاضر والمستقبل
الماضي والحاضر والمستقبل
إذا إفترضنا أن لدينا ٣ أوعية زمنية فكيف نتعامل معها
الوعاء الأول ( الماضي )
وعاء مليء بالتجارب والأحداث والفرح والألم
ومليء أيضاً بالعادات والمُعتقدات بعضها صحيح والبعض خاطىء ،
والبقاء داخل هذا الوعاء يجعلك غارق فيه ويأخذ كل تركيزك تجاه الندم على ما فات وتجاه الألم الذى بداخله ،
فلا ترى باقي الأوعية لأنك غارق داخل الأول لا تستطيع الخروج ،
ويجعلك تعيش ضحية الماضي وكل ما يشغل عقلك في هذه الحالة هو إلقاء اللوم على الماضي ،
والندم على قرارات خاطئة تجعل شغلك الشاغل هو سؤال متكرر
ماذا لو ؟
والحل الأمثل لهذا الوعاء هو الخروج منه والنظر إليه من الخارج ،
وإنتقاء التجارب التي تحتاج تغيير في المستقبل ، تنتقي منه العادات والمُعتقدات التي تحتاج تغيير.
تنتقي المواقف التي جعلتك أقوى وتتفادى حدوثها مجدداً.
تنظر إلى نسختك القديمة لكي تعمل على تجديدها وتطويرها ، هذا بعد تقبُل الوعاء بالكامل والتصالح معه بكل ما فيه.
الوعاء الثاني ( الحاضر )
هذا الوعاء يُشكل حياتك المُستقبلية
فإذا ملأت هذا الوعاء بنفس مكونات وعاء الماضي ،
فأنت تدور داخل دائرة مُبرمجة ولا تتعلم أبداً ، فهذا الوعاء هو ما يجب أن تبقى فيه وبداخله ،
وتكون منتبه لكل المكونات التي تدخل هذا الوعاء وتنتقي جيداً ما تُريده ،
من عادات ومعتقدات وعلاقات ومعلومات
وهذا هو السعي ورفع الإستحقاق في أبهى صوره.
أن تبذل مجهود في إعادة توازن حياتك وتكون واعي لكل المكونات التي تختارها بعناية لتغيير مصير حياتك.
فبما أن هذا الوعاء يشكل حياتك المستقبلية
فيجب أن تكون مُستيقظ وحاضر لكل ما يدخل هذا الوعاء ،
لأنك إذا تركته بدون حضور وإنتباه
سيمتلىء فوقك بمكونات فاسدة مثل الماضي ،
وسيتحول لإناء عشوائي مثل السابق وتبقى غارق في داخله ،
لا تستطيع الخروج وكأنك تُكرر نفس أحداث الماضي بطريقة مختلفة في الألم والسقوط.
إقرأ أيضا: في محطة القطار في مدينة ميونخ الألمانية
الوعاء الثالث ( المستقبل )
هذا الوعاء أنت لا تملكه بعد
هذا الوعاء ليس في يدك ولكنه في يد من خلقك.
ولكن أنت في يدك التخطيط له والإطمئنان واليقين به ، والتوكل والتسليم لمن بيده الأمر
والسعي والتطور ،
لتكوين مكوناته عن طريق نسختك الجديدة ؛
ولكي تكسب هذا الوعاء عليك بتغيير مكونات وعاء الحاضر ،
حتى تنتقل إلى وعاء المستقبل بنسخة حديثة
مليئة بالوعي والتفاؤل واليقين.
لكي تكسب هذا الوعاء عليك بالنظر إليه نظرة مختلفة ، عليك أن تقوم بعكس نظرة الماضي المتشائمة.
يجب أن تنظر له نظرة تفاؤل وإيمان ونجاح.
ويجب أن تتخيله في أفضل صورة وتسعى لتحقيق ذلك.
يجب أن تُخطط جيداً وترتقي.
ولكن في نفس الوقت بتسليم كامل لله بكل يقين وبدون إنتظار نتائج ،
فقط قم بدورك وتطور والنتيجة ستأتي لا محالة.