الماضي يتجدد مع الأيام لا ينسى!
الماضي يتجدد مع الأيام لا ينسى!
تشعر بهواء ساخن يلفح عنقها من الخلف ، تتعالى أنفاسها وتتصب عرقا ، جسدها شل عن الحركة ، لا تستطيع الركض أو النظر للخلف.
عائلة مكونة من ثلاثة أفراد أم وأب وابنتهم التي تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا يعودون من الخارج للمكوث في منزلهم القديم ،
في البلدة قرروا الاستقرار هنا بعد انتقال الأب لعمل جديد.
المنزل يكسوه بعض التراب على الرغم من وجود خادمة تنظفه يوميًا ،
حتى يشعر كأنه مسكون بالأشخاص فهم يأتون زيارة كل إجازة للعيش به ، لكن لا يعلمون لمَ هو بتلك الحالة هذه المرة.
لم تهتم الأم وبدأت في إزالة جميع الأتربة بمساعدة زوجها وابنتهم.
وبعد مرور يوم كامل تم الإنتهاء من كل شيء ووضع مستلزماتهم في موضعها ،
لتقول الأم لزوجها هاتف الخادمة لنعرف لمَ لم تأتي وهي تأخذ نقودها دومًا؟
هاتفها الأب كانت الأم في تلك اللحظة تضع الطعام على الطاولة ليتناولوا عشائهم قبل أن يخلدوا للنوم ،
لكن هاتف العاملة مغلق ليخبرهم الأب بهذا لتقول ابنتهم بحسن نية :
ربما منشغلة في بعض الأشياء جعلتها تمتنع من المجيء ، يبدوا أن المنزل كان تم تنظيفه منذ فترة صغيرة ،
لذا لم يكن مليء بالأتربة كثيرًا.
ليؤيدها والديها على حديثها وجلسوا لتناول الطعام.
بعد الإنتهاء من الطعام قالت الإبنة : لمَ أشعر برائحة كريهة طول الوقت؟
لتقول الأم بعد أن استنشقت بعض الهواء : أجل يبدوا أنها رائحة تنبعث من الخارج ،
ولهذا غدًا سننظف حول المنزل منعًا من انبعاث أي رائحة غير محببة.
ليجيب الأب مؤكدًا : هذا ما كنت سأفعله.
إقرأ أيضا: حرمت في أول زواجي من رزق الأولاد زمنا
ثم وقف وذهب إلى حجرته وهو يقول بصوت نائم : الآن أنا متعب وأريد أن أخذ قسط من الراحة.
قبلت الأم جبين ابنتها وذهبت لحجرتها ، وفعلت الإبنة ذلك أيضًا.
المنزل هادئ للغاية ، لكن على الرغم من وجود كل شخص في سريره إلا أن هناك شخص يتجول في المنزل.
في الصباح استيقظت العائلة وأعدت الأم الفطور وبعد تناولهم ذهب الأب مع ابنته لتنظيف خارج المنزل ، أما الأم ذهبت للتسوق.
لينتهوا من كل شيء ليجلس الأب على جهازه اللوحي وفي المطبخ تعد الأم وابنتها بعض الفطائر اللذيذة ،
لتخرج الإبنة من المطبخ وهي تقول بإنزعاج : أشم نفس الرائحة من جديد بعد ذهاب رائحة المعطر الذي نضعه في الهواء.
ليقول الأب بود : ستتعودين على هذا لا نعلم ما هي مصدر الرائحة عزيزتي ومن أين تأتي ولا نريد أن نكون مزعجين للجيران.
شعرت الإبنة بالإستياء وذهبت لحجرتها لتمسك هاتفها وتتصفح الإنترنت.
نادتها والدتها لأخذ كوب من الحليب وتناول الفطائر المحشية ، فركضت للخارج فهي تحب هذا كثيرًا.
مر اليوم لم يحدث به شيء وحل المساء غادر الأب المنزل وبقيت الأم وابنتها في المنزل.
شعرت الأم بالتعب والخمول فذهبت للنوم وبقيت الإبنة بمفردها تتصفح الإنترنت ،
إذا بها رأت شخص يمر من أمام حجرتها ظنتها والدتها لتنادي عليها لا مجيب ،
فقامت من موضعها ووقفت أمام باب حجرتها ونظرت لم تجد أي حد لتشعر بالخوف فلا يوجد أي مخرج ؛ لأن في نهاية الممر حائط؟!
عادت لفراشها وهي ترتعد من الرعب فمن رأت إذا لم يكن والدتها.
أغمضت عيناها وأجبرت نفسها على النوم.
في غرفة الأم شعرت بحركة ابنتها وصوتها ، لكنها لم تستطع أن تجيبها فقد أتاها الجاثوم ،
وبعد معاناة معه استطاعت التحرر ، وقررت العودة مجددًا للنوم لم يمر الكثير ،
حتى سمعت صوت صنبور المياه يفتح وترى دورة المياه أمامها من الجزء المفتوح من الباب فغرفتها أمام دورة المياه ،
إقرأ أيضا: الأصدقاء الثلاثة
ظنت أن زوجها قد عاد إذا بها تكمل نومها ، لكنها لمحت ثياب سوداء تقترب نحوها بعد أن خرجت من دورة المياه ،
شل جسدها كمن هناك أحد ثبتها في فراشها لا تستطيع التحرك لتغمض عيناها وعندما تفتحهم لم تجد أي شيء ،
ما زال باب دورة المياه مغلق اطمأن قلبها وأغمضت عيناها من التعب الذي لا تعلم من أين هو.
تلك المرة لمحتها من جديد إمرأة مخيفة عيونها بيضاء شعرها أشعث ، وبشرتها شاحبة للغاية ،
تقترب منها وهي لا تستطيع التحرك إذا بها تغمض عيناها وتفتحهم وجدتها أمامها مباشرة.
لحظات صمت لا يوجد أي تعابير على وجه تلك المرأة ، أما الأم ترتعد من الخوف دقات قلبها تتسارع.
فجأة انقضت المرأة عليها تحاول قتلها في تلك اللحظة اختفى كل شيء واستيقظت الأم وهي تشهق بقوة ،
محاولة أخذ نفسها ليراها زوجها الذي قد دخل للتو الحجرة بهذه الحالة ويخبرها بقلق : ماذا حدث؟
فتحدثت بصعوبة وهي تقول : كابوس مخيف.
اقترب زوجها منها ليحضتنها كي يبث الطمأنينة فيها.
عندما استيقظ لم ترى زوجها بجوارها هنا تذكرت ما حدث وشعرت بالسوء.
منذ ذاك اليوم الرائحة تزداد أكثر وأكثر ، الأم كوابيس لا حصر لها.
أما الإبنة في إحدى الأيام أثناء سهرها ليلًا سمعت صوت أحد في المطبخ فخرجت من غرفتها ،
فالضوضاء لا تنتهي هناك من يلعب بأواني المطبخ ،
وقبل أن تدخله رأت غطاء الإناء يسقط على الأرض ولا أحد يأتي بجواره ويصدر صوته الرنان الذي يستمر لبضع ثواني ، حتى ينتهي.
صدمت مما رأته لكن سرعان ما شعرت بأن هناك شخص يسير خلفها فنظرت لتجدها إمرأة تطفوا في الهواء ،
وتقف على بعد خطوات منها لتصرخ صرخة مكتومة كما لو أن أحدهم يضع شيء على فمها ،
مما جعل الفتاة تصرخ هي أيضًا من الخوف فأتى على صرخاتها أهلها.
إقرأ أيضا: تزوجت زميلها في الجامعة
قالت لهم ببكاء هناك إمرأة تعيش معنا في المنزل.
قالت لها أمها : لا يوجد مثل هذا فلتخلدي للنوم مبكرًا.
ذهبت إلى غرفتها ، وتبعها أبيها كي يجلس بجوارها لحين أن تغفو.
غادر الأب الغرفة من هنا وشعرت الفتاة بمن هناك من يحاول أن يفتح الباب وصوت خربشة لم تنظر للباب ،
حينها سمعت صوت مقبض الباب يلف يمينًا ويسارًا ، حتى قام الشخص بفتحه ويصدر صوت صرير مخيف ،
خطوات أقدام بطيئة تقترب منها تغمض عيناها بقوة تشعر بمن يزيل الغطاء عنها لتفتح عيناها ،
إذا بها نفس المرأة تبتسم لها ، وتبتعد عنها هناك صوت هامس تسمعه في أذنها “اتبعيني”.
شعرت كأنها تتحرك بدون حول منها ولا قوة لتغادر فراشها وتسير خلف تلك المرأة وتنزل إلى القبو الرائحة تزداد سوء ،
على حين غفلة انقطع التيار الكهربائي لكنها ما زالت ترى تلك المرأة تسير وفجأة تختفي داخل صندوق ،
أما هي تشعر بهواء ساخن يلفح عنقها من الخلف.
الأم في غرفتها نائمة إذا بها تشعر بشيء لزج تحت جسدها لتجحظ عيناها من هول المنظر ،
ديدان لا حصر لها تراهم من ذاك الشعاع القادم من الخارج يأكلون جسدها ويدخلون في أذنها وفمها وأنفها لا تستطيع التنفس تختنق.
تتعالى أنفاسها وتتصبب عرقا ، جسدها شل عن الحركة لا تستطيع التحرك أو النظر للخلف ،
وبغتة سقطتت أرضًا كمن حاول دفعها للأمام لتسقط بعيدًا أمامها على نفس الصندوق التي دخلته تلك المرأة ،
لتصرخ برعب ليستيقظ الأب والأم التي علمت بأنه لا يوجد ديدان بل مجرد كابوس أخر ، لكن هناك علامات على جسدها.
ركضوا نحو الصراخ ليجدوا ابنتهم في القبو ووضعوا أيدهم على أنفهم ليخففوا من تلك الرائحة ،
وأضاءوا المصباح فالمكان كان معتم للغاية ، لتصيبهم الصدمة وهم يرون الخادمة ،
التي كانت تعمل لديهم مقتولة وملقاة في صندوق قديم!
إقرأ أيضا: أنا مديرة مدرسة في الشرقية
احتضن الأب ابنته وزوجته وأخذهم للأعلى لتهاتف الأم الشرطة ليعلموا من القاتل؟
أتت الشرطة وبعد أخذ التحقيقات غادروا للبحث عن الجاني ؛
لأن المنزل كان معرض للسرقة فربما يكون لص كاد أن يسرق فقابل الخادمة كادت تفضحه فقتلها وهرب.
نهاية أخرى
بعد مجيء الشرطة وأخذ التحريات قال الظابط بتساؤل : بمن تشكين؟
لتقول الأم بحزن وهي تحتضن ابنتها : لا أعلم فكما ترى لا يوجد أي شخص في المنزل سوى أنا وابنتي ،
وهذه العاملة اختفت قبل عودتنا من السفر ولم نلاحظ أنها هنا في القبو ؛
لأننا نادرًا ما ندخله كنا نشتكي من الرائحة ، لكن لم نكن نعلم أنها من هنا تنبعث!
ليقول الشرطي مكملًا : أين زوجك؟
لتبكي الفتاة وتشدد أمها في احتضانها وتخبره :
لقد توفى قبل مجيئنا إلى هنا وفاته هو سبب عودتنا فلا يمكننا تحمل العيش في الخارج بمفردنا.
بعد أخذ الأقوال والأدلة غادرت الشرطة ومرت الأيام وسجلت القضية ضد مجهول فلا يوجد دليل أو قاتل.
تجلس الأم بجوار ابنتها وهي تخبرها : بعد العثور على الجثة ، لن تراودنا الكوابيس أو الأشياء المزعجة مرة أخرى!
لتقول الفتاة بتساؤل : أمي هذه زوجة أبي؟
شردت الأم وهي تتذكر بعد أن علمت أن زوجها قد تزوج عليها تلك الخادمة دبرت له حادث سير وتوفى على أثره ،
لكنها لم تكن تعلم بأن زوجها قد علم بأن الخادمة حامل وقام بقتلها ، حتى لا تقوم بفضحه وخبأها في القبو ،
لهذا كانت تحذرنا وتريد إخبارهم بأنها هنا.