المراقبة والحضور هي الفاصل بين يقظة الوعي وبين اللاوعي
المراقبة والحضور هي الفاصل بين يقظة الوعي وبين اللاوعي
الإنسان الواعي يجب أن يكون مراقب جيد لتصرفاته وإنفعالاته ،
مراقب لأفكاره ومشاعره ومنتبه لطاقته
لا ينجرف مع الأحزان ومع الجدالات والصراعات الداخلية والخارجية ،
ويُلاحظ جلد الذات ويتوقف عنه.
مراقب لعلاقته بالخالق ويلاحظ الشكوى والخوف والإكتئاب ،
ويتدخل في الوقت المناسب ويدعم يقينه ويشكر ويمتن ؛
الحضور وقت الغرور وتحكم الأنا الزائفة والعودة سريعا ،
والحضور وقت الغضب والتدخل لضبط النفس ؛
الحضور واليقظة هي جاهزية عقلك طوال الوقت للتمييز بين الصواب والخطأ ومحاسبة نفسك أول بأول ،
وتدريب العقل على وجوده الدائم لتغيير إستجاباتك تجاه الأحداث وإعادة حياتك ونفسيتك على المسار الصحيح.
هذا ضرورى جدا لأن غير ذلك فأنت نائم حرفيا ،
والعقل الباطن اللاواعي هو من يقودك
فتجد نفسك تحزن بسهولة وتغضب بسهولة ودائم الشكوى والإكتئاب ،
ولا تستطيع التركيز في شيء أو النجاح في أبسط الأشياء ،
لأن العقل اللاواعي عندما يقود فهو يستخدم العادات والمعتقدات المخزنة لدية منذ الصغر
وهي بنسبة 90% خاطئة.
فمثلاً مُعتقد الشكوى فضفضة ، فتجد نفسك تشكو ليلاً نهاراً ولا تدري متى تتوقف ،
ومن كثرة الشكوى تبتعد أكثر عن ربنا ويمتلىء عقلك وجسدك بملايين الشحنات السالبة.
إقرأ أيضا: قرأت بحثا علميا عن المشاعر المجروحة
ومعتقد الفقراء يدخلون الجنة ، فتجد عقلك يقودك تجاه الفقر ورغم محاولاتك للثراء ولكن عقلك يقوم بتوجيهك في الإتجاه المعاكس ،
ورغم أن الله حذرنا من الفقر ولكن المُعتقد غالب طالما أنت خارج حالة اليقظة والحضور والمراقبة.
وهكذا يقودك عقلك الباطن طالما أنت نائم
فهو يعتقد أن ما اعتاد عليه وتبرمج عليه هو الحقيقي والصحيح ،
فهو محايد ولا يفرق الصواب من الخطأ ، هو يدافع عن منطقة راحتك ومُعتقداتك.
ولذلك فإن اليقظة والوعي والمُراقبة هي الباب لكي تستيقظ ،
لأنها تنبع من العقل الواعي الغير مُستخدم أبدا.
ولذلك فإن أغلب البشر يعيشون في نُسخ مكررة من الآباء والأجداد ويمشون بنفس المعتقدات والأفكار ،
لأن العقل اللاواعي هو من يقود.