المسح على الخفين والجوربين
المسح على الخفين والجوربين
قال ابن قدامة رحمه الله : ” الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، مَسَحُوا عَلَى الْجَوَارِبِ ، وَلَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ مُخَالِفٌ فِي عَصْرِهِمْ ، فَكَانَ إجْمَاعًا “.
( المُغني )
وقال الشيخ بن باز رحمه الله : المّسح على الخُّفين والجوربين هو سُنّة فعلها النبي صل الله عليه وسلم ،
وفعلها أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم ، والجورب من جِنس الخُّف ،
الجورب يكون من الصُّوف أو من القُطن أو من الشّعر أو غير ذلك ، هو من جِنس الخُّف ،
الخُّف من الجلد والجورب من غير الجلد ، والصواب أنه يجُوز المّسح على الجورب.
( نور على الدرب )
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :” يجوز المّسح على الجورب حتى وإن كان خفيفا أو كان به خُروق ؛
لأنه لم يرد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه يشترط أن يكون صفيقا ؛ وألاّ يكون فيه خُروق ؛
بل كل ما سُمّي جوربا أو خُفّا جاز المسح عليه على أي صفة كان ، وعلى أي حالة كان “.
( الشّرح المُمتع )
هل ينتقض الوضوء بخلع الجوارب؟
إذا توضأ الإنسان ومسح على الخفين وأثناء مدة المسح خلع خفيه قبل الصلاة ،
فهل يصلي وتصح صلاته أم أن وضوءه ينتقض بخلع الخفين؟
إذا خلع الخف أو الجورب بعد أن مسح عليهما فلا تبطل طهارته على القول الصحيح من أقوال أهل العلم ،
وذلك لأن الرجل إذا مسح على الخف فقد تمت طهارته بمقتضى الدليل الشرعي ،
فإذا خلعه فإن هذه الطهارة الثابتة بمقتضى الدليل الشرعي لا يمكن نقضها إلا بدليل شرعي ،
ولا دليل على أن خلع الممسوح من الخفاف أو الجوارب ينقض الوضوء ،
وعلى هذا فيكون وضوءه باقياً وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من أهل العلم.
إقرأ أيضا: أبواب الوصول إلى الله تعالى
ولكن لو أعاد الخف بعد ذلك وانتقض وضوءه ثم أراد أن يمسح عليه في المستقبل فلا ؛
لأنه لابد أن يلبس الخف على طهارة غسل فيها الرجل ، على ما أعلمه من كلام أهل العلم. والله تعالى أعلم.
المصدر :
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( 11 / 179 ).
ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( 21 /179 ، 215 ).