المشعوذ الجزء الأول
كان المشعوذ يقطن في أرقى الأحياء في قصر جميل جدا وكان زبائنه من العائلات الغنية ورجال الأعمال الذين يدفعون بزهاء ،
وكان يتميز بأعمال سحر من نوع خاص منها جعل رجال الأعمال يفوزون بأغلى الصفقات.
كان يستعين بأقوى عفاريت الجن والشياطين لأنه كان يقدم لها قرابين يعجز السحرة الآخرين عن توفيرها.
فقد كان يقدم قرابين من البشر وخصوصا الأطفال الصغار الذين لم يتعدوا سن الخامسة.
كان يخطف ضحاياه من الأحياء الفقيرة ، وكان ينتقيهم بحذر شديد ،
حيث كان يقوم باغوائهم واستدراجهم بطرق عدة ، كما أن شكله ساعده في ذلك.
فقد كان شيخا مسنا تبدو عليه علامات الوقار والبراءة التامة.
كان يحمل ضحاياه بعد تنويمهم في سيارته الفارهة وينقلهم إلى القصر ،
حيث كان يضع الطفل في غرفة خاصة جميلة جدا تحوي كل وسائل الراحة وكل أنواع الألعاب.
حيث كان الأطفال يستمتعون بذلك دون أن يتوقعوا مصيرهم.
كان يحرص أن يكونوا بأحسن حال حتى يأتي زبون ويعرف ما نوع العمل الذي سيقوم به ، وأي جزء بشرية سيحتاجها.
حيث كان يقوم بذبح الطفل وأخذ الأجزاء التي يحتاجها بطلب من العفاريت ، ويحتفظ بالباقي في ثلاجة ضخمة ،
ليستعين بها في أعماله القادمة.
في أحد الايام قامت نخبة من الشرطة والجيش بمداهمة منزله ، وقبضت عليه وعلى كل الموجودين في المنزل.
يقول المسؤول عن المداهمة كان القصر يحتوي عدة غرف ، كل غرفة كانت أغرب من السابقة.
فتحت باب الغرفة الأولى فإذا هي مليئة بكل الفئات النقدية وأنواع الجواهر والحلي تسحر أعين الناظر.
توجهت إلى الغرفة الثانية فإذا هي مليئة بفتيات جميلات لم يتجاوزن سن الرشد ،
يرتدين السواد.
إقرأ أيضا: الصبي الذي صار إماما
توجهت إلى الغرفة الثالثة ، يقول المسؤول ندمت على النظر في داخلها ،
كانت عبارة عن ثلاجة كبيرة تحوي عددا هائلا من الأجزاء البشرية ، حددت بأنها تعود ل 158 طفلا ،
كان منظرا صادما أصابتني كوابيس لليال عدة.
يقول نقلنا المشعوذ إلى مقر الشرطة تحت حراسة شديدة ، وأدخلناه غرفة الاستجواب ، وكنت على رأس الضباط المسؤولين عن الاستجواب.
دخلت غرفة الاستجواب وكان المشعوذ جالسا وتعلو وجهه ابتسامة عريضة وووقار لم أشهد له مثيلا ،
يجعل المرء يحترمه من نظرة واحدة ، وكأنه على عكس ما يروى عنه.
بدأنا بطرح عدة أسئلة عن هويته وكان يجيب بصراحة تامة ودون أي تكتم ،
حتى بدأ الأمر غريبا وحانت اللحظة الحاسمة والسؤال الأهم ،
سألته عن ممارسته لشعوذة ولم ينكر الأمر ثم سألته عن كيف دخل مجال السحر والشعوذة.
ضحك قليلا ونظر إلى السقف ثم أخفض رأسه ، وقال سأحكي لكم قصتي التي لم أخبر عنها أحدا وصارت حملا ثقيلا في قلبي العجوز.
يقول كنت شابا من عائلة بسيطة ومثقفة وملتزمة ، وكنت مهووسا بالعلم وكنت ناجحا جدا في دراستي ،
حتى أني كنت الأول في قسمي.
كنت أخرج من الجامعة وأتوجه إلى المنزل وكنت أطالع كثيرا وأتصفح فضاء الإنترنت ،
وكنت ابحث عن جديد الكتب حتى سقطت عيني على كتاب مثير للفضول يحمل عنوانا يجذب كل من يقرأه باسم فنون السحر الأسود.
يقول في بادئ الأمر اعتقدته مجرد كتاب يحكي أحداثا عن السحر دون أي مواضيع مهمة ،
ولكن عندما قرأت المقدمة وجدت أمرا أثار فضولي ، جملة تقول تعلم كيف تصبح ساحرا.
يقول قرأت ذلك الكتاب المكون من 290 صفحة في 8 ساعات ، حيث لم تغفل عيني تلك الليلة.
قرأت جميع الأساليب والطقوس وطريقة تسخير الجن لخدمتي وكيف أصبح ساحرا حقيقيا.
إقرأ أيضا: المشعوذ الجزء الثاني
يقول فضولي وطيشي وحب المغامرة لدي جعلني أفكر جديا في تجربة تعليمات الكتاب الذي كنت لا أزال أشك في مصداقيته.
يقول كانت تقضي تعليمات الكتاب أن أعتزل الناس في مكان بعيد وخالي من أي حياة ، لأباشر أول طقوس السحر والشعوذة.
ذهبت إلى مكان بعيد وخالي من أي حياة لأباشر أول طقوس السحر ، وكان آخر يوم أرى فيه عائلتي إلى يومنا هذا.
اتخذت من منزل مهجور معتزلا لي ، كانت تقطنه أفاعي وكان يجب أن يكون مكانا قذرا ،
ولا بد أن لا ألمس الماء أو اغتسل لمدة 40 يوما ، كما أني حضرت طقوسا وأخذت أقرا من صفحات كتاب التعويذات.
وكان أول يوم أرى فيه عفريت من الجن أمامي ، حيث تصور أمامي في شكل شيخ كبير رهبت منه في بادئ الأمر ،
وأصابني رعب شديد.
أخذ يحدثني عن أشياء مثل أنه سأربح الكثير من العمل معهم وأنهم سيوفرون لي أشياء كنت أحلم بها ،
وأخبرني أنه سيضع مجموعة من الجن لخدمتي.
وإن علي توفير الأكل لها بالمقابل ، وقد فهمت من كلامه أنه سيقدمون لي خدمات مقابل خدمات مني.
انقضت أربعون يوما وتوجهت إلى المدينة حيث اغتسلت وقصصت شعري ،
لكني احتفظت بلحيتي وكنت سأبدا عملي كمشعوذ وكانت بدايتي من منزل يقع أمام مسجد في وسط المدينة قمت بكرائه.
يتبع ..