Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

النصيب

النصيب

عندما أصبحت شابة ظهر بحياتي إبن جيراننا ، أراه فجأة عند ذهابي وإيابي ، وكأن لا عمل لديه سوى إنتظاري ، لحين أقبل نحوي وقال :

أنا معجب بك .
كانت هذه أول كلمة أسمعها من شاب فقلت له بعفوية :
شكراً لك.

نظر لي نظرات لم أفهمها ثم قال :
هذا الذي إستطعتي قوله ؟!
ماذا كنتَ تنتظر أن أرد عليك ؟ أن أقول لك وأنا أيضا؟

نظر لي بعينين ضاحكتين نظرة لم أفهمها حينها ، ولم تمضي بضعة أيام حتى اتّصلَتْ أمه بأمي تطلب زيارتنا.

رحَبَّتْ بها واعتَقَدَتْها زيارةَ جيران عادية ، لكن ما إن دخلْتُ وقدّمتُ القهوة حتى قالت أمه :
اجلسي بجانبي.

ثم نظرَتْ إلى أمي وأردَفَت :
أودَّ أن أطلب يدَ ابنتكِ لابني.

نظرت أمي والدهشةُ تعلو وجهها ، ولم تردّ بالرفض أو بالموافقة فقد قالت :

سأسأل أبيها عند عودته من العمل.
ثم طلبَت مني الذهاب لغرفتي ، فحلَّقْتُ كعصفورة سعيدة ،

وكأني كنتُ على علاقةِ حُب به ، وتحقَّقَتْ أمنيتي بتقدُّمه للزواج مني ، وفَهِمْتُ حينها أنّ ردي عليه قد فَهِمَهُ بأني معجبةٌ به.

ومع أني لست كذلك ، لكني أيقنتُ حينها أنّ ذلك الموقف قد حصل ليجعلَهُ من نصيبي.

وأعيشَ معه الحب الذي لم يخطر ببالي أني قد أمرّ به في ذلك الوقت ، خاصة أني ضَمِنتُ حب الطرف الآخر لي ،

ولن أحيا في ألم الحب من طرف واحد.

إقرأ أيضا: خطبتها بعد أن أعجبت بها شكلا وتفكيرا

عند عودة أبي صَوَّرَ الزواج لي كوحش سيلتهم حياتي ومستقبلي ، ثم بدأ بسرد عيوبه ، كونه ليسَ متعلّماً ووضعه المادي أقل من وضعنا ، لكني وافقت.

لم أقتَنع بكلامه كوني أعرف قصص زواج ناجحة ، غير أني لم أكن أملك سوى الشهادة الثانوية حينها ،

ووضعنا المادي ليس في “العلالي”كما يقولون ، فلم أرى نفسي أعلى منه بشيء ، ومن حينها تغيَّرَت نظرتي للحياة ، وحياتي.

إشترط أبي ألا تقل مدة الخطوبة عن سنة ، كي أفهَمَهُ ولا أطلبَ الطلاق بعد مدة قصيرة ، كون الطلاق عند أبي “مُحرَّم”.

ما إن تبادلنا أرقامنا حتى أرسلَ لي رسالة بها أبيات شِعْرٍ عن الحب أصابَتْ قلبي مباشرةً ،

ومنذ ذلك الحين كلما رأيتُهُ شعرتُ وكأنَّ قلبي يرتعش ، وبكل مرة يزورنا لم أكن أشعر بالوقت كيف يمضي.

فقد أُعجِبْتُ بكل تفاصيله مهما كانت صغيرة ، وبكل حركةٍ يقومُ بها ، غير ضحكاته وابتساماته التي تجعلني أنظر إليه بتأمل ،

وملامحه التي لا تُفارِق خيالي بعدَ ذهابهر، فأدرَكْتُ حينها أنني أحببتُه.

مضى شهر أرسل لي بشكل يومي رسائل حب متتالية صباحاً ومساء ولم أكن أردُّ سوى بالتحية ، لحين أرسل لي رسالة كتب بها :

أنا أحبكِ ، هل تحبيني ؟! جاوبي بنعم أو لا إن أردت.

شعرتُ وكأنَّ قلبي سيخرجُ من أضلعي لدقائق ، ثم أرسلتُ له بنعم ، وفي اليوم التالي بدأتُ بإرسال أبيات شعر بعد أن أعلنت حبي.

بدأت المشاكل عندما أخبرته أني سأسجل بالجامعة ، فقد إستمرّ رفضه لفكرة دراستي ، وخيّرني بينه وبينها مراراً وتكراراً وبكل مرة أرد :

أريدكَ أنت والدراسة ، وسأكمل بعد الزواج.

سجَّلْتُ بالجامعة قبل إغلاق باب التسجيل بيوم واحد ، وبكل أسبوع يمضي كانت تزداد المشاكل التي يفتعلها لدرجة أني لم أستطع حفظها ولا عدَّها ،

لحين أعلنتُ إستسلامي وفسخْتُ الخطوبة باعتقادي أنه سيعود لي بعد موافقته على تكملة دراستي بسلام.

لم يمضي شهر حتى خطبَ فتاة أخرى ، شَعَرْتُ وكأنّي دُفِنْتُ بيوم خطوبته ، عشتُ أزمة نفسية شديدة ،

وكلما رأيته صدفة كنت أدخل في نوبة بكاء ، وهو دوماً يتجنّب النظر إلي ، بعدَ أن حظَرَ رقمي.

إقرأ أيضا: بعد علاقة حب تعدت الخمس سنوات طالبته بالإنفصال

تراجع تحصيلي العلمي وأنا لم أكمل سنتي الأولى ، ولأني كنتُ على أبواب الإمتحانات ، رسبت ،

فازداد تعبي ، ولم يجد والداي حلا سوى خطبتي السريعة لشاب آخر باعتقادهما أنه سَيُنسيني إبن جيراننا كونه أول شاب في حياتي.

كان العريس إبن عمي المغترب ، تعارفنا على الإنترنت ، كونه قد إغترب وأنا صغيرة ، شعرت وكأني أُعجِبتُ بطريقة تفكيره.

عَرَضَ عليّ أنْ نتزوّج قبل أن أنهي دراستي وأُكملُها بالبلد التي يعيش بها ،

فوافقت على الفور كي لا أرى خطيبي مرة أخرى ، غير أني اعتَقَدْتُ أني سأحبه بعد الزواج.

سافرتُ إليه ، لكني أُصِبْتُ بصدمة نفسية أكبر ، فلم أراه على أرض الواقع نفس الرجل الذي شعرتُ أنه هو على الانترنت ،

ولم تمضي بضعة أشهر ، حتى استرجعتُ أحاسيسي مع خطيبي ، لدرجة أني بتُّ أحلم به ليلاً وأتخيّلهُ نهارا.

مما جعلني أفتعل المشاكل وأطلب الطلاق ، لكنه رفض بشكل كلي خاصة بعد أن وافقه أبي بالرأي ،

فلن يُرجِعَ ابنة عمه مُطَلّقة بعد بضعة أشهر ، كي لا تكون سيرته على كل لسان ، فطلب مني أن أعتاد على الحياة معه ،

بعدَ أنْ رفض أن أُكمِلَ دراستي ، بسبب المشاكل التي أصبحَت تشتعل من كِلَيْنا.

قَضَيتُ بضع سنين وأنا أحاول حتّى أن أتقَبّله ، لكنه لم يكُن يقوم بأي شيء لمساعدتي ، كونه قد صُدِمَ “بالبلوى” التي بلاه عمه بها ، كما أصبحَ يُناديني.

أنجبتُ ولداً لعلّه يُنسيني آلامي ، لكنّه زاد همومي وعذابي ، وعشتُ سنيناً أخرى وأنا أحاول أن أعتاد على الحزن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?