الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
المنافق ذو القلب الأبيض!
لا تظن أن جميع المنافقين يتربصون بالدين من طرف خفي ،
كابن أبي سلول الذين رأيته بفيلم الرّسالة ، ذاك ينطبق عليه وصف الجاسوس ووضعه يختلف.
بعض المنافقين قلبه طيب ويحب عمل الخير بمفهومه هو لا بمفهوم الشّرع ،
قد لا يترصد للشرع بسوء إبتداءً ، ولكن سبب ضلاله تنحية الشرع من حياته إلّا بشكليّات بسيطة وصدّه عنه وعن الإستماع لأوامره ونواهيه التّفصيليّة.
فهو مفسد ومنافق من هذا الإعتبار لا إعتبار التّربّص إبتداء ، وهو مفسد باعتبار مآلات أفعاله التي يظنّها خيرا ،
وهؤلاء قد لا يعلمون أنّهم منافقون ولا يشعرون بذلك بل يتقرّبون لله بالفساد الّذي يرونه خيرا.
(ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)
لا يشعرون بفساد أفعالهم ، قلوبهم بيضاء طيبون أخلاقهم حسنة ولكنّهم منافقون يظنّون أنهم مصلحون
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)
وحتى عندما تنزل عليهم المصائب جراء صدودهم عن دين الله يذكروننا بنواياهم الحسنة ولا يركّزون على نتائج أفعالهم ،
بل لا قدرة لديهم لربط المصائب بما يفعلون.
كما قال سبحانه (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا)
باختصار عزيزي المنافق نواياك الحسنة لا عذر فيها لك عن الصدود عن شرع الله والإفساد بالأرض بغير علم.
عزيزي المنافق أنظر مغرز قدمك فإنك توشك أن تقع.
عَزيزي المنافق : المنافق ليس ابن أبي سلول الحاقد بل أنت أيضا ولو ملكت قلبًا أبيض ،
إقرأ قوله تعالى (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ )