انتبهوا ونبهوا أولادكم أن الصلاة هي الأمان الوحيد في خضم البحر الهائج الذي نغرق كلنا فيه ،
علموهم أن المساجد هي بيوت الله في أرضه ، كيف لعاقل أن يَعرضَ عامدا عن بيوت الله؟
مهما تعاظمت الضغوطات حولك ومهما تراكمت المهام على عاتقك إدفعها عنك وعنهم بالصلاة ،
لا تطلب منهم أن يحفظوا القرآن لكن إقرأ في مصحفك أمامهم كل ليلة ،
قل لهم إنه الصاحب بعد الموت والأنيس الوحيد بعد إنتهاء الرحلة والنور الدائم لظلمة القبر.
إمنحهم نصف ساعة قبل النوم كل ليلة ، حدثهم عن بطولات عمر و ووفاء أبي بكر وزهد عثمان وورع علي.
حدثهم عن الشافعي وأحمد بن حنبل وهارون الرشيد ، عن قُطز ، و مالك بن الريب والمُهلب ،
حدثهم كيف فتحنا الأندلس وكيف سُرقت في غفلةٍ منا.
حدثوا أبناءكم عن أبطالنا الحقيقين بدلا من أن يفرض المجتمع عليهم أبطالا مزيفة.
علموهم ألا يسخروا أبدا من أحد لأن الله مِن فوق سبع سموات قال :
يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ،
وألا يكذبوا أبدًا لأن النبي محمد قال ذات يوم أنالكذب شعار أهل النار.
علموهم الصبر على ما يؤلمهم لأن الله مع الصابرين والرضا بما يملكونه حتى يرضى الله عنهم ،
والقناعة تجاه كل ما عجزوا عن الحصول عليه.
علموهم أن يتركوا المكان نظيفا خلفهم لأن النظافة من الإيمان ،
وأن يمدوا يدهم دائما بالعون والمساعدة لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
علموهم القوة في غير قسوة ، والتسامح في غير ضعف ، واللين في غير هوان وذل.
علموهم الحب والإنسانية ، ومرة أخرى علموهم الذهاب إلى المساجد للصلاة ،
لا تتركوهم لهواتفهم تربيهم بدلا عنكم لازلتم على قيد الحياة فأدوا أدواركم بدلا من أن يسألكم الله لم تقاعستم عنها.
إقرأ أيضا: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
قرأتُ أن أحد الصالحين بعد وفاته بأيام رآه أخ له في الحلم فسأله ما صنع الله معك؟
فقال : حاسبني على كل شاردة وواردة حتى “كوب الشاي” سألني لمَ صببته ولم تشربه؟!
فاحذر أن يسألك الله بعد موتك لِمَ أنجبت ولدًا ولم تُرَبِهِ كما يجب ،
لم جعلته عبءً على دينه بدلا من كونه ذخرا له ، لِمَ سَمِحت بشتاتِ روحه وعقله ودستور دينه كان حاضرًا بين يديك؟!
