Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

بشير ونوسة العروسة الجزء الأول

بشير ونوسة العروسة الجزء الأول

يحكى عن رجل فقير غلبان إسمه بشير لا يكاد يجد قوت يومه ، كان يسعى للرزق من فجر يومه إلى أن يغطيه الليل.

ومرت السنوات لم يستطع خلالها أن يتزوج بمن تؤنس وحدته حتى ضاق به الحال وأعيته الحيلة ، وكره الفقر.

وفى أحد الأيام حاول أن ينهي حياته ويرتاح من النكد والحرمان.

سار دون هدى حتى وصل إلى جبل ، ووجده مليئا بالناس يولولون ويندبون حظهم ،

ورغم أنه كان يائسا إلا أنّ منظرهم كان مثيرا للشفقة وللعجب.

فأخذ يسألهم عن حالهم ، وهم لاهون عنه ، تائهين لا يسمع منهم إلا تمتمة حزينة ” يا ريت اللي جرى ما كان “.

فظل الرجل ينتقل بينهم حتى وصل إلى أقربهم من حافة الجبل وحينما ألح في السؤال أمسك به ، وقذف به إلى أسفل ،

وعندما أفاق وجد نفسه في مدينة لا مثيل لجمالها ، واندهش لنظافة أزقتها ، ولبيوتها الناصعة البياض ، وحسن هيئة أهلها.

فجأة جاء أحدهم واستقبله بحفاوة وأخذه إلى كبيرهم ،

وكان رجلا بشوشا لا يبدو عليه عمر أو مر عليه زمن ، رحّب به وشرح له كيف يمكنه العيش في مدينتهم.

فشكى له الفقير من ضيق حاله وانعدام أمواله ، ولكن الكبير طمأنه أن المال ليس هو العملة التي يتعاملون بها ،

بل أن عملتهم في البيع والشراء وسائر المصالح هى “الصلاة على النبي “.

فتعجّب الفقير ولم يصدّق ما سمعه ، واشترط الكبير عليه حتى يستطيع العيش بينهم أن يتزوّج منهم ،

لكن سأله الفقير إن كانت الصلاة على النبي تكفي للزواج؟

فأكد أنه لا يحتاج لشيء آخر.

هلل الفقير وكبر ، وقال كيف ذلك وهو لا يعرف أحدا في هذه المدينة.

إقرأ أيضا: بشير ونوسة العروسة الجزء الثاني

أجاب الكبير : في وسط المدينة هناك ساحة مليئة بالحسناوات ، العذراء منهم تحمل ” طبق مليء بالتفاح ” ،

ومن سبق لها الزواج كانت تحمل ” إبريق ماء ” ومن تعجبه منهنّ ، فعليه أن يأخذ ممّا تحمل ، وعندئذ ستصحبه الفتاة إلى ولي أمرها.

كاد الفقير يطير من الفرحة ، فأخيرا سيتزوج ويجد جارية تقاسمه طعامه وفراشه.

وذهب من حينه إلى ساحة الزواج ، وما أن جال بنظره وسط الجواري ، حتى إبتسمت له إحداهن ،

وكانت رائعة الجمال ، قال في نفسه : هذه تليق بالسلاطين ، فكيف ستقبلني ، وأنا الفقير المعدم ، الذي يشتهي أن يشبع من الخبز؟

وعلى استحياء أخذ تفّاحة ، فأومأت إليه أن يتبعها إلى دارهم ، وسارت على مهل وهو وراءها ،

يقدّم خطوة ويأخّر أخرى ، حتى وصل ، تردّد في الدّخول ، فكيف سيقابل أهلها وهو في هذه الحالة المزرية؟

وهمّ بالرّجوع ، لكن خرج أبوها ، ورحّب به ، ودعاه إلى الدّخول ، وقال له : مهر إبنتي نوسة غالي ،

عليك أن تكتب ألف صلاة على النبي في صحيفة تقدّمها لي ، هل يناسبك ذلك؟

قال : نعم.

تعجّب أن يكون ذلك في منتهى السّهولة ، ولكن أباها اشترط شرطا وحيدا كي يكملا حياتهما وهو ألا يتدخل فيما لا يعنيه ،

فوعده بكلّ خير.

في الغد ذهب إلى الحمّام ، واشترى ثيابا جديدة وعمامة أنيقة ، بصحيفة فيها خمسين صلاة على النبي ،

واكترى بيتا فخما وأثثه ، كل ذلك بالصلوات على النبي ، كان بإمكانه أن يحصل على كل ما يشتهيه ،

كل ما عليه أن يفعله ، هو أن يأخذ صحيفة ويكتب عليها صلواته ،

ولكثرتها كانت المدينة مباركة ، وخيراتها كثيرة ، وينعم أهلها بالسّعادة.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?