بعدما أفاقت الأم من نومها أثر ولادة مؤلمة طلبت من الممرضة رؤية إبنها الذي انتظرته لسنين طويلة.
أحضرته لها الممرضة وخرجت مسرعة.
همت الأم برفع الغطاء من على وجهه أخافها ما رأت ، طفل بلا أذنين ،
إلا أنها إبتسمت في وجهه ورفعت يديها وشكرت الله على عطيته مهما كانت.
واحتضنت الطفل في صدرها وهمست إليه أنت إبني مهما تكون.
واجاهت الأم صعوبات كثيرة مع أبنائها من خلال مضايقة أصدقائه وجيرانه وأقربائه ،
إلا أنها دائما كانت مبتسمة في وجهه وداعمة له.
لن تنسى تلك المرة التي رمى بنفسه في أحضانها باكيا من تريقت أحد أصدقائه عليه ،
وتسميته بالوحش.
إلا أنها قالت له بابا بيحبك زي ما إنت وأنا كمان بحبك.
رغم هذة الإعاقة إلا أن أداؤه كان متميزا في الدراسة ، حتى دخل كلية مرموقة يدرس السياسة والعلاقات الإنسانية.
في أحد الايام كان أبوه يجلس مع أحد الجراحين المشهورين ،
حكى له مأساة إبنه فقال له أن هناك عمليات نقل أذنين ، ولكنها في حاجة لمتبرع.
فوافق الأب على إجراء العملية حينما يظهر المتبرع ، وبعد سنين إتصل الطبيب بالأب لقد وجدنا المتبرع لإجراء العملية لابنك ،
سأل الأب من هذا حتى أشكره رفض الطبيب ذكر إسمه فهذه رغبته.
وأجريت العملية بنجاح وأصبح الطفل الوحش رجل وسيم هذا دفعة للتفوق أكثر حتى أصبح سفيرا لبلاده وتزوج بمن أحبها.
إقرأ أيضا: بعد فراقهما بخمس سنوات شاء القدر أن يلتقيا صدفة
إلا أنه وبعد سنوات من إجراء عمليته
ظل يتساءل عن الشخص الذي قدم له أذنيه
هل كان متوفي دماغياً ، ومن هم ذووه؟
سأل أباه ذات مرة عن المتبرع حيث قال أنه يحمل له الكثير من التقدير والعرفان بالجميل
ولا يستطيع أن يكافئه ،
فقد كان له دور كبير في نجاحاته المتعاقبة في حياته فابتسم الأب قائلاً له :
صدقني حتى لو عرفته ، فلن تستطيع أن توفي له حقه.
في أحد الأيام
زار الإبن بيت والديه بعد سَفر طويل له ، أمضاه في دولة أجنبية في إطار عمله ،
حمل الإبن لوالديه الكثير من الهدايا
كان من ضمن الهدايا قرطان ذهبيان إشتراهما لأمه.
كانت دهشة الأم كبيرة عندما شاهدت جمال هذين القرطين.
حاولت رفض الهدية بشدة قائلة له أن زوجته أحق بهما منها.
فهي أكثر شباباً وجمالاً إلا أن إصرار الإبن كان أكبر من إصرار والدته ،
أخرج الإبن القرط الأول ليلبسه أمه
واقترب إليها وأزاح شعرها فأصابه الذهول ،
عندما رأى أمه بلا أذنين!
عرف الإبن بأن أمه هي من تبرع له بأذنيها!
فأُصيبَ بصدمة وأَجْهَشَ بالبكاء
وضعتْ الأمُ يديها على وجنتي إبنها وهي تبتسم
قائلة له:
لا تحزن ، فلم يقلل ذلك من جمالي أبدا ، ولم أشعر بأن فقدتهما يوما ، كلما شعرت بأنهما معك أينما ذهبت.