بعدما شعرت أنها غطت في نوم عميق وضعت المجلة التي كانت في يدي على الطاولة المجاورة لي.
شعرت أن أضلاعي قد تشنجت وتحتاج إلى التمدد لا ألوم جسدي لأنني من ليلة البارحة وأنا على هذا الحال ،
لم أتحرك من مكاني خوفا من أن تستيقظ صغيرتي ولا تجدني بجانبها. ،
نهضت من مكاني توجهت إليها قبلت جبينها وهممت بالخروج.
شعرت بشيء يسحبني من قميصي ظننت أنه إلتصق بحافة السرير فإستدرت لأنزعه وأخرج بسرعة كي لا أكون سببا في إستيقاظها لكن لم يكن السرير يا سادة كانت هي من تسحب قميصي.
فقلت لها: ماذا يا حلوتي هل ينقصك شيء ؟
فقالت بصوت حزين: إلى أين؟
ذاهب لأمدد أضلاعي واستحم فأنا لم أغير ملابس منذ البارحة.
فقالت : لا تتأخر!
فقلت لها : لا تقلقي يا عزيزتي فالممرضة هنا بجانبك وإن إحتجتي لأي شيء أطلبي منها ذلك.
لن أتاخر ، قبلتها من جبينها وطلبت منها أن تهدء ،
توجهت إلى باب الغرفة وهممت بالخروج ذهبت إلى الحمام لأستحم وأريح أضلاعي ،
بعدما أنهيت خرجت إلى الحديقة لأستنشق هواء نقي وبينما أنا أفكر في صغيرتي راودتني مكالمة من أمي ،
إتصلت لتسأل عن حالي فأنا لم ازرها منذ شهرين أو أكثر ،
أخبرتها أني بخير وأن ظروف عملي منعتني من الذهاب إليها.
وبعد ما دار حديث طويل بيني وبين أمي ودعتها بحجة أني أريد أن أذهب لعملي.
بعدما أنهيت مكالمتي مع أمي توجهت إلى الغرفة التي تنام فيها فتاتي ،
دخلت الغرفة بهدوء جلست في الكرسي الذي بجانب سريرها بدأت أتامل جمالها وهي نائمة وبرائتها و كم أزعجني منظر الأجهزة المتصلة بكامل جسدها ،
إقرأ أيضا: عند فترة مراهقتي كنت أمتلك قائمة للفتى الذي سأود الزواج به
تمنيت لو أستطيع أن أنزعها وآخد صغيرتي إلى مكان بعيد من هنا وأخلصها من هذا المكان البائس ،
لكن للأسف فهذه الأجهزة هي من تحافظ على بقائها بجانبي ، بعد لحظات إستيقظت من نومها بادي على وجهها الحزن وعينيها مملؤتين بالدموع.
إنفجرت بالبكاء فتقدمت إليها وحضنتها فسألتها : ما بال عصفورتي تبكي ؟
قالت بصوت شبه مفهوم ؛ لماذا تأخرت وعدتني بأن لا تتأخر.
أسف يا عزيزتي فقد إتصلت بي أمي لتطمئن عن حالي وأخدنا الحديث ولم أنتبه للوقت ، فهدأت قليلا.
مسحت دموعها وحاولت أن أبعدها عني لكي ترتاح في سريرها لكنها تمسكت بي بقوة وقالت : محمد أتعلم أني أحبك.
وكم يخيفني فكرة إن إستيقظت ولا أجدك بجانبي ، أرجوك لا تبتعد عني مرة أخرى.
حاضر طلباتك اوامر
بعد لحظة ساد الصمت حتى ظننت أنها نامت
محمد.
عيونه.
أتذكر عندما سألتني عن مدى حبي لك وأنا حينها قلت لك أني لا أعلم ،
أتعلم في تلك اللحظة أنها راودتني الكثير من الأجوبة لذلك لم أعلم ما هي الإجابة المناسبة ؛
أردت أن أقول أن حبي لك يقدر بعدد الأوراق التي تسقط من الأشجار في فصل الخريف وبعدها شعرت أنها غير مناسبة لأجعلها مقياسا لحبي لك !
ظننت أني أحبك بقدر كل قطرة ماء موجودة في هذا العالم ،
و بعدها إكتشفت أن العالم بأسره لا يكفي ليكون مقياسا لحبي لك وأني أحبك بلا حدود.
بعد حديث طويل طلبت من الممرضة أن تحضر لها كرسيها المتحرك وطلبت مني أن أدفعها بدلا من الممرضة ،
خرجنا من غرفتها أصبحت كلما يمر شخص بجانبنا تخبره بمدى حبها لي ،
مجنونة هي وبعدها صاحت بأعلى صوتها أحبه يا ناس ، قبلتها في خدها.
إقرأ أيضا: بعد علاقة دامت لخمس أشهر
تجولنا في حديقة المستشفى بعد فترة من الزمن عدنا إلى الغرفة ساعدت الممرضة لتنقلها إلى سريرها وبعد مدة من الصمت
قالت : محمد
عيونه
أتعلم انك روحي وما حال جسد بلا روح.
أتعلم أنك الهواء الذي أتنفسه لا تبتعد عني فأنا بدونك لا شيء.
ضممتها إلى صدري بقوة وقلت لها : لا تقلقي لن أبتعد عنك بسلام بين أحضاني.
نمت وهي في حضني تلك الليلة لأنها ذات يوم أخبرتني أنها تحلم أن تنام فوق صدري على صوت دقات قلبي.
إستيقظت في منتصف الليل فوجدت أن جسدها باردا أبعدتها عني قليلا لأستطيع النهوض وأحضر بطانية ،
لكنها أمسكت بيدي وطلبت من أن لا أبتعد عنها.
في صباح اليوم التالي توجهت إلى الحمام لأغتسل وعند عودتي إلى الغرفة وجدت الممرضات والطبيب مجتمعون حولها ؛
لم أفهم ما حصل إقتربت منها ولاحظت أن الجهاز الذي يقيس دقات قلبها قد أصبح يحتوي على خط مستقيم ، بعدما كان فيه خط متعرج ،
لم اصدق ما رأته عيناي أيقظني الطبيب من غفلتي عندما قال إنتقلت الى رحمة ربها.
سقطت مغمي
إستيقظت على صوت الممرضة وهي تنادي محمد محمد.
نهضت من سريري وتوجهت مسرعا إلى غرفتها فوجدتها مغطاة بلحاف أبيض ؛
لماذا تركتني يا صغيرتي ألا تعلمين مدى حبي لك ،
ألا تعلمين أنك القمر الذي يضيء طريقي في ليلة مظلمة ؛ ألا تعلمين أنك الشمس والتي تغمرني بدفئها في الشتاء.