بعدما صلب الحجاج الثقفي بن الزبير بالكعبة
بعدما صلب الحجاج الثقفي بن الزبير بالكعبة وألقاه في مقابر اليهود أرسل لأمه أسماء بنت أبي بكر لتأتيني.
أو لأرسلن إليك من يسحبك من قرونك فأبت الذهاب إليه وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني من قروني.
وكانت أسماء قد سحب بصرها فأخذ الحجاج الثقفي نعليه ، ثم إنطلق يتبختر ويسرع حتى دخل عليها والناس ينظرون ماذا سيفعل.
فقال لها كيف رأيتني صنعت بابنك عبد الله عدو الله.
قالت أسماء التي لقبها النبي محمد صل الله عليه وسلم بذات النطاقين بعد يوم الهجرة ،
أراك يا حجاج أفسدت عليه دنياه وأفسد ولدي عليك آخرتك ،
بلغني أنك قبل أن تقتله عايرته بأمه بأنك قلت يا ابن ذات النطاقين ، أهي سبة سبها النبي لي ،
أم منقبة أفردني النبي إياها دون سائر النساء يوم تسللت وقدمت له ولأبي الطعام في الغار بعيدا عن أعين المشركين.
أما النطاقين يا ثقفي فقد شققت نطاقي نصفين ،
فالنطاق الأول فقد كنت أرفع به طعام رسول الله صل الله عليه وسلم ،
وطعام أبي بكر وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه.
أما علمت يا حجاج أن رسول الله صل الله عليه وسلم حدثنا عنك وعن ظلمك بالغيب ،
فقال الرسول صل الله عليه وسلم : سيخرج من ثقيف كذابا ومبيرا ،
فأما الكذاب المدعي النبوة فقد رأيناه جميعا وأنت تعرفه ، وهو من قبيلتك ثقفي أيضا وهو المختار بن عبيد الله الثقفي الذي إدعى أن جبريل يأتيه ،
وأما المبير الثقفي الذي تنبأ به نبينا فلا خلاف أنه أنت يا حجاج يا ثقفي.
إقرأ أيضا: من أشرس معارك التاريخ مؤتة
( والمبير أي الظالم وقيل الهالك وقيل الظالم الهالك بدعاء المظلومين )
وفعلا مات الثقفي بدعاء سعيد بن جبير بعدما قتله الثقفي بأيام وكان يقول على فراش الموت ،
نحو عني سعيد بن جبير مالي وسعيد بن جبير ( وابن جبير أشهر تلاميذ إبن عباس )
فقام عنها الحجاج وكان الناس يحضرون تلك المناظرة الصريحة بين من ألبسها رسول البشرية جمعاء يوم الهجرة أعظم تاج ،
وهو أسماء ذات النطاقين تكريما للتضحية في سبيل الدعوة.
ولما لا فأبوها الصديق كان حجر الزاوية في نصرة نبينا بعد موت أمنا العظيمة خديجة
رضي الله عنها وأرضاها.