بعد أن طلبت زوجته الطلاق منه قال
بعد أن طلبت زوجته الطلاق منه قال :
أنا لا أفكر بالأمر كطلاقٍ فحسب ، بل بعجبته!
إمتزجنا تماماً وجمعنا بيتٌ واحد وتقاسمنا رغيف الخبز ،
صاروا يسموها باسمي فيقولوا إنها زوجة فلان! وأنا زوجها !
وهذا بيتهم
غرفتنا ، مطبخنا ، ما نحب وما نكره ، كبائر الأمور وأصغرها ،
من شمّاعةِ الملابس التي نعلق عليها حاجياتنا بالقرب من بعضها ، إلى خزانة الأحذية ،
وأكواب القهوة المصطفة قرب بعضٍ بعناية
إلى ذائقة الموسيقى التي نختلفُ عليها في السيارة ، فنتفق أن يكون دورها أولا.
والأحلام المشتركة ، صغارنا وأسمائهم ، مدارسهم التي عزمنا تسجيلهم بها ، لون جدران غرفهم ،
حتى المنبه الذي بهاتفها عند السابعة لتوقظني على موعد عملي ،
وصورها التي تلتقطها بهاتفي لجودة كاميرته ،
والحديث عن المشيب.
ونيتنا بالهرب من أولادنا آنذاك وصخب تجمع الأحفاد في بيتنا كبيت الجد ، إلى حيث الريف ، لنموت معاً هناك.
كيف يمكن أن يتفكك هكذا كل شيء؟
لكلّ بيته ، لكلّ إسمه ، لكلّ كوب قهوته ، وثلاجته ، وقائمة أغاني خاصة به؟
و لكلٍ مستقبله أيضا
وسيكون لزاماً علي حذف صورها ، وستحذف هي قائمة منبهاتي!
ميعاد عملي ، ميعاد أدويتي !
كيف تنتهي كل تلك الأشياء المشتركة ،
ليحاول كلّ منا أن يمحو ذاك الكم الهائل من الذكريات من ذهنه ويكمل حياته ، كأنها لم تكن !