بعد أن قام أبو لؤلؤة المجوسي بطعن عمر رضي الله عنه
بعد أن قام أبو لؤلؤة المجوسي بطعن عمر رضي الله عنه كان قد طعن مع عمر 13 رجلا من الصحابة الكرام ، أستشهد منهم 7 رضوان الله عليهم.
كان عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه وهو رجل ثقة لم يحضر واقعة مقتل عمر ولم يشاهد الخنجر الذي قتل به.
فقال عبد الرحمن أنه منذ أيام شاهد الهرمزان الفارسي أسير معركة تستر يقف مع أبو لؤلؤة المجوسي ومعهم رجل نصراني إسمه جفينة.
ولما شاهدوا عبد الرحمن إرتبكوا ووقع منهم خنجر كان هو نفس الخنجر الذي طعن به عمر رضي الله عنهم جميعا.
ولما سمع عبيد الله بن عمر بن الخطاب خرج وحده وقتل الهرمزان.
إنقلبت المدينة كلها وحدثت أزمة سياسية فقهية ،
وبعد إختيار عثمان رضي الله عنه للخلافة طلب من علماء الصحابة المشورة فيما يفعل مع عبيد الله.
فرأى علماء الصحابة من المهاجرين أن يقتل إبن رئيس الدولة (عمر) ،
لأنه قتل قاتل أبوه بغير حق لأن هذا من حق ولي الأمر وليس من حق عبيد أو غيره أن يأخذ الحق بيده.
وكان الأنصار وغالب عامة الناس مع ما فعله عبيد الله ، وأن الهرمزان لا يستحق أن يؤخذ عبيد به.
تخيل أن الدولة الإسلامية كلها بأطرافها في العراق وفارس والشام ومصر والجزيرة واليمن ،
قد توقفت كل الإمبراطورية من أجل القصاص من إبن رئيس الدولة الشهيد بإذن الله.
فلما احتار عثمان فيما يفعل خصوصا أن بعض الصحابة قال كيف يقتل عمر اليوم ويتبعه إبنه غدا في الهرمزان المشكوك في إسلامه أصلا.
يلاحظ أن الهرمزان ذهب إلى فارس والعراق أربع مرات كأمير عن عمر والدولة وخان الأمانة ،
فأعاده عمر إلى المدينة وجعله بجواره حتى لا يخرج على الدولة إن إقترب من دياره بلاد فارس.
إقرأ أيضا: بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الفرس قد جمعوا جموعا كثيرة
قال عمرو بن العاص لعثمان هون عليك يا أمير المؤمنين فإنك لم تكن أنت ولي الأمر حين حدث مقتل الهرمزان ،
وبالتالي نقترح أن تصبر بعض الوقت حتى يبرد الناس من غضبهم على أمير المؤمنين عمر.
لكن عثمان رضي الله عنه كان عنده المخرج الفقهي السليم إذ سأل عن أهل الهرمزان وهل له ولي دم ،
فقالوا ليس له أحد.
قال : إذا أنا أمير المؤمنين ولي دمه وأنا عفوت عن عبيد الله بن عمر ،
وسأدفع دية عن قتل الهرمزان ودفعها عثمان من ماله الخاص.
العبرة:
إن الدولة كلها بمؤسساتها وكبارها قد توقفت حركتها إلا بعد حل المشكلة الفقهية ،
هل يقتل إبن الخليفة أم لا يقتل بقاتل والده ؟!
هل رأيتم أعدل ولا أرحم ولا أنفع للبشرية من هذا الدين العظيم ؟!