بعد فراقهما بخمس سنوات شاء القدر أن يلتقيا صدفة

بعد فراقهما بخمس سنوات شاء القدر أن يلتقيا صدفة وذلك في حديقة التسلية.

كان يرافقه إبنه الصغير ، وكانت وحيدة ،
نظرت إليه بحسرة وألم ، وكأن عيناها تنطق كلمات مبعثرة ،

وكأن قلبها يقول : كان من المفترض أن أكون أم هذا الملاك الصغير ،من صاحبة النصيب التي أخذتك مني وأنجبت لك طفلا.

ظل الصمت لمدة حتى ، كسر أحدهم الصمت ، وتبادلا أطراف الحديث.

هو : كيف حالك؟
هي : في قلبها تراكمات من الندم ، بخير وأنت!

هو: هل تزوجتي؟
هي: لا
هو: لماذا؟

هي : وكأن قلبها يقول ، لم أجد أحسن منك.

لا ، لا زال الوقت مبكرا وأريد إكمال الدراسة.

هو : لا بأس أتمنى لك التوفيق في مسارك.
هي : شكرا جزيلا.
هي : هذا الطفل إبنك؟!

هو : نعم هذا صغيري وهو حياتي
هي : تكاد الدموع تنزل وسخنت عيناها ،
ما شاء الله إنه طفل جميل.

هو : هيا مع السلامة ، وداخله يقول لولا خيانتك لكنتي أمه.
هي: وأين زوجتك؟
هو : أنظري هناك إنها في الطرف الأيمن من الحديقة.

هي: إلتفتت وبالفعل رأت زوجته إنها جميلة جدا ، نعم لقد رأيتها ( الندم يسيطر عليها وهي تحدث نفسها، لماذا غدرتي برجل هكذا لقد خسرتي السند الذي يحبك).

إقرأ أيضا: ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ

هو: هل بإمكانك حمل صغيري بينما أذهب لأحضر أمه.

هي : ( حملته ويداها ترجف والدموع تنزل من عيونها) طبعا إذهب لكن لا تتأخر.

ذهب وأحضر زوجته وعرفها بحبيبته السابقة التي غدرت به.

قال لها : زوجتي ياروحي هذه صديقة في مرحلة الجامعة ولقد كانت سندا لي في دراستي في ذلك الوقت.

هي : إنفجرت بالبكاء بطريقة هستيرية وكأن الأرض تضيق بها ، تذكرت تلك الأيام الجميلة ، واحست بالندم القاتل لأنها تركته.

أعطت الطفل لأمه وذهبت مسرعة دون أن تلتفت خلفها ودون وداع.

وفي اليوم الموالي خرج وجد الكثير من الناس أمام بيتها ، تقدم خطوة بخطوة وسأل جيرانها ، هنا وقعت الكارثة ، قالوا له :

المسكينة إنتحرت البارحة ولم يكن لها أحد من أقربائها ليتكفل بجنازتها ولحد الآن هي في غرفة التبريد في المستشفى.

إنفجرت عيناه وصاح بصوت عالي ( لماذا فعلتي هكذا ، أنا لم أتزوج تلك الفتاة برغبتي ، تلك الفتاة إتهمتني بتوسيخ شرفها ،

ولم يصدقني أحد ، فتزوجتها رغما عني ، أنا لازلت أحبك لماذا).

غادر مسرعا نحو المستشفى ، صعد إلى غرفة تبريد الموتى ، فتح الصندوق ويداه ترجفان ، إذ به يرى مشهد غريب جدا.

نزع الغطاء عن وجهها وحدثت المفاجأة نعم إنها حبيبته التي لطالما حلم أن يؤسس منزلا زوجيا برفقتها ،

ها قد رحلت دون عودة ، رحلت إلى مثواها الأخير.

وهو يصرخ ويبكي كطفل صغير جائع ، سمعه الأطباء فأمسكوا به وأغلقو الصندوق وأخذوها للسيارة لتنطلق مراسم الدفن.

كان حاضرا في الجنازة وتكفل بالمصاريف كلها ، وفي المساء عاد إلى بيتها.

دخل إلى غرفتها إذ بها مظلمة جدا ورهيبة ، بحث في أغراضها ، تفاجأ برسالة ، عنوانها أنا آسفة مرتين.

هنا إندهش الشاب وسقط على ركبتيه وبدأ بقرائتها ، حبيبي آسفة لأنني غدرت بك ، لقد خبأت عنك بعض الأمور وها أنا أذكرها.

كنت وما زلت أحبك ، عندما أردت خطبتي أنا كنت موافقة ، لكنني تعرضت للتهديد من قبل شخص مجهول ،

إقرأ أيضا: اليوم أكملت أربعا وعشرين سنة مضت سنتين على فراقنا

مفادها أنه في حالة تزوجنا ، سيقتلنا معا ، وهددني بشرفي ، وأخذ مني ما يريد ، وتركني في ظلام دامس.

نعم لقد خسرتك أنت ، وخسرت شرفي ، وخسرت نفسي ، لذلك أنا لم أخبرك في ذلك الوقت لأنني أحبك لا أريد أن تتأذى بسببي ،

وحين رأيتك مع زوجتك أحسست بالندم ، لأنني لم أخبرك ، وجدت نفسي وحيدة وضعيفة ولا حاجة لي في البقاء في هذه الحياة اللعينة وأنت بعيد عني.

حلمت أن يكون ذلك الملاك الصغير إبننا ، ويحمل صفات أبيه ، لكن للأسف لقد تبخر الحلم ،

لذلك أنا أكتب لك رسالتي الأخيرة وأوصيك بنفسك جيدا ، وبإبنك الصغير ، لكن اوعدني أن لا تبكي عندما تقرأ رسالتي ،

فقط إبتسم فالحياة لا تعطيك كل ما تتمنى أحبك!

إنتهت الرسالة والشاب منهار ، مخنوق.

بدأت الأفكار السلبية تترصد به ، حتى خطرت بباله فكرة ، وهي أن لا حياة بعد الآن! إنه لأمر محزن!

قرر الإنتحار ليرتاح من هذا العذاب ، وكما كان متوقع ،

إنتحر الشاب في نفس المكان الذي توفيت فيه حبيبته ، وترك إبنه الصغير يتيما وزوجته وحيدة.

بعد مدة من وفاته ، حضر شخص غريب إلى بيته ، دخل واحتضن ذلك الطفل الصغير ،

إنه أمر غريب ونطق لفظ( إبني) ما هذا؟ ماذا يحدث؟

تبين أن ذلك الطفل إبنه، من خلال فحص Dna ، وأن زوجة الشاب المنتحر قامت بخيانته ،

حتى الطفل الصغير ليس إبنه.

العبرة : إذا كنت تحب شخصا لا تجعل طرف ثالثا يدخل بينكم ، ولا تصدق من يحكي لك عن حبيبك ،

إهتم بمن تحب واسمع منه ، ليس من غيره.

أبشع الصفات هي الخيانة والغدر.

Exit mobile version