بعد موت زوجي رمتني حماتي في الشارع أنا وإبني
بعد موت زوجي رمتني حماتي في الشارع أنا وإبني
أنا حياة عمري 36 سنة تزوجت رجل يعمل في البنك ولديّ طفل إسمه علي ،
من أوّل زواجي وزوجي كان في مشاكل شبه مستمرة مع والدته ، لأنها كانت طامعة في مصاريفه ،
قبل زواجه كان يعطيها مبلغا كبيرا من المال ، ولكن بعد زواجه قلّ مصروفه نحوها بسبب تحمل مسؤلية عيشنا أنا وإبنه ،
فحقدت علي كثيرا ، ظانةً منها أنني أنا السبب في تغير إبنها نحوها وأنا التي أحرضه عليها ،
كل مرة تحاول طردي من منزلي فيمنعها زوجي ويوبّخها لقد كان سندي والأمان بالنسبة لي ،
لكن هذا السند للأسف لم يدم طويلا ، فقد مات زوجي بسبب حادث مرور وتركني وحيدةً أنا وإبنه ،
وذات يوم بعد موت زوجي كنت ماسكة ثيابه واشم رائحته من شده شوقي له ، وأبكي أنا وإبني وفجاة ، سمعت جرس المنزل يرن رنات متتالية ،
خفت وركضت نحو الباب وفجأة رـيت حماتي وأولادها وعلامات الشر في عينيهم إرتهبت منهم ،
فأخذت حماتي بيدي وطردتني من المنزل أنا وإبني ، ظننت أنها بعد موت إبنها ستتغير وتحضن علي إلى صدرها ،
لتشتم رائحة ولدها لكن هيهات فقد زادت شرارا واستغلت الفرصة بعد موته لتنتقم مني.
فقلت لها مترجية إياها لماذا هذا يا حماتي؟حرام عليكي أنتي تعلمين أن ليس لدي مأوى من غير هذا البيت ،
فأمي وأبي متوفيين وأختي متزوجة أين أخذ إبني وأذهب؟
قالت بلا رحمة وشفقة : إستغليتي إبني الطيب وكنتي تحرضينه عني ، منذ أن تزوجته أدخلتي الشر لهذا المنزل ،
ووجهك المنحوس قدر على إبني بالموت.
أغربي ولا أراك ثانية يا وجه البومة.
إقرأ أيضا: الأب المستهتر والإبن الضرير
دخلت حماتي المنزل وأغلقت الباب في وجهي هي وأولادها ولم تعطني أغراضي حتى ،
دقيت الجرس وأنا أبكي مترجية إياها لكن دون جدوى ، حتى يئست وقلت حسبي الله ونعم الوكيل.
ذهبت عند أختي و طحكيت قصتي لها فرحبت وسهلت بي وبإبني ولكن زوجها كان متشائما من وجودي ،
فكل يوم كنت أذهب لأبحث عن عمل ولا أعود حتى الليل إلى أن عثرت على عمل في تنظيف درج العمارات ،
إلتقيت بجارة أمي القديمة فاستغربت لحالتي كانت تعيش في رفاهية مع إبنتها حكيت لها عن قصتي فتأثرت ،
فطلبت مني المجيء أنا وإبني والسكن عندها لكنني رفضت ولما رجعت إلى منزل أختي سمعت زوجها يوبخها وهي تبكي وتقول:
هل جننت هل تريد مني أن أطرد أختي.
فرد عليها : إن لم تستطيعي فعلها فسأطردها أنا ، فأنا لست فاتح منزل سبيل لأتحمل مسؤوليتها ومسؤولية إبنها ،
يكفيني أن أعيّشك أنتي وأبنائك ، ثم إن مصروفها لم تعطينا منه شيئا.
قالت أختي وهي تبكي ، كيف تقول هذا فمصروفها الزّهيد في هذا العمل الشاق تنفقه على ملابسه وكتب دراسة إبنها.
دخلت غرفتي عند إبني وبكيت ثم صحيته في ذلك الليل من نومه وجمعت أغراضي وذهبت خلصة متسلّلة إلى الخارج ،
وأنا لا اعلم أين أذهب ، فلم يكن لي خيار وذهبت عند جارتي إستقبلتني ببشاشة وهي سعيدة أنني معها ،
حضرت العشاء وطلبت مني أن أتعشّى أنا وإبني لكنني رفضت فأصرّت علي وفجأة رن جوالها ردت وهي منزعجة ،
فطلب الدكتور منها أن تأتي وتنهي الإجازة فورا فهو بأمس الحاجة لها فاعتذرت منه لأنها مشغولة بعملية إبنتها المريضة ،
وطلبت منه أن يعثر على إمرأة اخرى لتحل محلّها ، فقررت أن أناوب مكانها ،
فوافق الدكتور وبدأت العمل وبعد اسبوع من عملي كسكريتيرة له ،
فجاءتني إمراة في الأربعين كانت شيك وأنيقة وطلبت مني أن أقابل الدكتور فقلت لها الدور غير دورك فعليك الإنتظار لمرور هؤلاء المرضى ،
فصرخت وتعصّبت علي وقالت كيف تجرئين على مكالمتي بهذه الطريقة فهل تعلمين مع من تتحدثين؟
إقرأ أيضا: خمس دقائق
خرج الدكتور بسبب العياط وأتى صديقه لمّا رأيت صديقه إندهشت!
أهذا انت يا مراد؟ هذا أنت لا اصدق
تفاجأت بصديق الطبيب حين رأيته سرحت في لمعان عينيه ورجعت بي الأيام حين كنت طالبة في الجامعة وتقدم لخطبتي ورفضته ،
والدتي المرحومة لكونه ليس لديه منزل مخصّص ، غضب غضبا شديدا فقد كنا صديقين لمدة أربع سنوات ،
وكنا نحلم بالزواج ليل نهار ، لكن للقدر رأي آخر ، لم يستسلم مراد وقرّر أن أقنع والدتي مرّة ثانية فقلت له باكية.
هذا يكفي يا مراد لا تعذبني أنت تريدني أن أعيش معك في منزل الكراء ووالدتي ترفص ذلك مراراً وتكراراً ،
لا تريد أن أذوق مرارة العيش الذي ذاقته فأنت لا تعلم ، قطع مراد كلاميوقال :
أتحاسبيني أنت وأمك عن فقري رغم علمي وأدبي ، حسبي الله ونعمه الوكيل على كل يوم ضاع مني حين حلمت بالزواج بكي.
وذهب وتركني دون أن أنطق بحرف واحد والدموع متحجرة في عيوني ،
ومنذ ذلك الوقت لم أعد أراه إلى أن تزوجت وأنا أفكر فيه ،
لولا حنية زوجي عليّا ومعاملته الحسنة معي لما نسيته ، وبينما أنا غارقة في ذكرياتي الماضي أيقضني صوت تلك المرأة المتعجرفة ،
هذه الفتاة الوقحة غير لائقة بهذا المكان يا دكتور.
أعذريها يا. سيدتي فهي موضفة جديدة تفضلي ودعيكي منها على الرحب والسّعة.
وبعد دقائق من دخولهم إلى مكتب العلاج ناداني الطبيب وأمرني أن أعتذر منها ، وكان معهم مراد فقلت له :
لكنني لم أفعل شيئا لكي أعتذر كل ما فعلته ، قال الطبيب بغضبقلت لكي إعتذري فوراً يا حياة.
المرأة :عليك أن تفصلها حالا.
حينها وضعت قائمة المدعوين في المكتب وخرجت مسرعة ، وباكية على حظي التعيس ،
وفجأة أحسست بهمسة خلفي أعرفها من قبل ، ولما استدرت وجدت مراد فقال لي :
كان عليكي أن تعتذري لتحافضي على عملك وبلأخص وأنتي في هذا الوضع.
إن لم يكن من أجلك فلأجل والدتكي التي لا ترضى بعيش الفقر.
إقرأ أيضا: ﻓﻮﺟﺊ ﺭﺍﻋﻲ ﺃﻏﻨﺎﻡ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻘﻒ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻴﻌﻪ
فقلت :يكفي يا مراد أمي توفيت فلا تسخر ، وحكيت له قصتي ظننت أنه سيعطف علي لكنه فاجأني بقوله :
لدي عرض لكي ، زوجتي لا تنجب حاولت مرارا وتكرار الإنجاب وخضوع للعمليات ولن توفق فلإنجاب ،
ما رأيك أن تتزوجيني إلى أن تحملي بطفلي حينها ستلدين وآخد الطفل وأطلقك ،
سأعطيكي مبلغا من المال يكفي لعيشكي أنتي وإبنكي في منزل سياح نياح مخصص لكي ،
خدي كرتي واتصلي بي حين تفكرين ، أخدت الكرت وأنا باكية وعندما حكيت لجارتي شجعتني على زواج به عسى أن يرجع يحبني مرة أخرى ،
تزوجت مراد وفي ليلتنا الأولى قال لي كلام يهز البدن واتهم أمي بالطمع وأنا مثلها تزوجته من أجل المال ،
وسينتقم مني لأنني عذبته بحبه لي حتى لما تزوج كان يرى صورتي في وجه زوجته ،
وفجأة بعد كلامه المسموم ، سمعنا طرقا على الباب ، فإذا تلك المرأة المتعجرفة التي كانت عند الطبيب هي زوجته ،
إنصدمت وضحكت هي لدهشتي وقالت أعلم ، أنكي متفاجئة كل من يعبث معي سيندم ،
سآخذ فلذة كبدك وسأكتبه على إسمي وهذا أكبر عقاب لكي ،
دخلت غرفتي باكية لحقني مراد فاستهزأت به.
قلت أمي طماعة ، وما فعلته أنت تزوجت هذه المرأة من أجل مالها وليس لحبها.
مراد: نعم تعلمت منذ فراقك انا دنيا مصالح وليس ممالح.
بعد ذلك اليوم رجع مراد يحبني أحضرت إبني معنا وصرنا عائلة سعيدة ،
وكأنه نسي الإتفاق وأنا لم أذكّره به وذات يوم إتصل الهاتف ولما رددت على المكالمة سمعت زوجة زوجي تقول له بغضب ،
ماذا دهاك يا مراد إنقطعت أخبارك وكأنك أحببت هذه المتعجرفة ، فرد مراد :
حب ، أي حب هذا أنا أنتظر حلمنا يا عزيزتي وكأنك نسيتي الطفل المنتظر ،
فقالت سأعطيها فرصة أربعة شهور وإن لم تحمل طلقها وسأوزجك إمرأة ثانية وباختياري.
مراد: حاضر يا حبيبتي.
إقرأ أيضا: فقدت حبيبتي
قفلت السماعة وبكيت لأنني آملت أنه رجع مراد يحبني لكنه كان يمثل علي وبعد أسبوع إكتشفت أتني حامل ،
أحسست بحب طفلي ولم أستطيع فراقه أخذت إبني وهربت من المنزل بعدما كتبت رسالة لزوجي مع إختبار الحمل ،
أنني رجعت في قراري لم أستطيع التخلي عن فلذة كبدي ، صادفت في الطريق عمة إبني علي،
التي شكرت الله على وجودي فقد كانت تبحث عني لأنا أمها التي هي حماتي في سكرات الموت ،
وتريد مني أن أسامحها فسامحتها رغم قساوتها معي وكتبت منزل زوجي المرحوم الذي طردتني منه بإسمي كفارة عن ذنبها ،
وعشت مع إبني وانا حامل بأخوه بعد موتها ،
وذات يوم سمعت طرقا على الباب فإذا به مراد فقلت باكية مباشرة لرؤيته ، إذهب انه إبني ولن تأخذه مني.
هدأني مراد وقال لا تخافي لقد طلقت زوجتي ورجعت لكي لا أستطيع فراقكي يا أغلى إمرأة على قلبي.
قلت : هل هذا فخ؟
مراد :كلا وها هي أوراق طلاقي. فرحت كثيرا فقد ولدت إبنتي رهف وعشنا نحن الأربعة بسعادة ،
بعد الشدة يأتي الفرج ، والحمد لله على نعمة بعد الإبتلاء.