بقيت اراقبها من بعيد لمدة عام

بقيت اراقبها من بعيد لمدة عام كنت اشعر بإعجابها الشديد لي

و كنت اعشق نظراتها الخجولة والمليئة بالحياء وصوتها الذي كان شبه مسموع

أتت علي ايام لاحظت فيها انها شاحبة الوجه ويبدو عليها التعب اردت ان أسألها ما بها

لكنني ترددت كثيرا لسبب مجهول كان يمنعني من ان اكلمها كنا نكتفي فقط بتبادل نظرات الاعجاب لبعضنا

وفي اليوم الذي قررت أن أعترف بحبي لها وأتقدم لخطبتها ارسلت امي الى منزلها فأخبرتهم بالامر

وقالو سنجيبكم بعد ان نستشير والدها وفي اليوم التالي تأخرت عن الجامعة و انا بقيت اراقب مقعدها الفارغ انها لم تأتي بعد

اصبت بالارباك والملل الشديد كنت اشعر أن هناك شيء ينقصني فذلك هو اليوم الاول الذي تتغيب فيه عن المحاضرة

مر اليوم وقد كان من اطول الايام في حياتي وفي اليوم التالي وصلت الى الجامعة اول شخص وانا جالس بانتظارها

ولم تأتي ايضا استمر هذا الامر لمدة اربعة ايام على التوالي وفي تلك الايام خفت عليها كثيرا

و خطر في بالي انه قد حدث لها مكروه او شيء سيء لم اكف عن التفكير بها في تلك الايام و في اليوم الخامس ايضا ذهبت في الصباح الباكر الى الجامعة

جلست انتظرها يا الهي انها قادمة شاحبة الوجه و غير متزنة ويبدو عليها التعب

مهلا انها ترتدي خاتم خطبة لقد صدمت صدمة قوية حقا وجهي بدأ يتعرق ووقفت على رجلاي ورجلاي ترتجفان

لم اعد اشعر بهما وكأنهما لا يحملانني وقلبي احسست للحظة انه سيتوقف من شدة تسارع النبضات

مرت من جانبي وكأنها لا تراني عكس كل الايام وعندما اقتربت منها لأسألها عن غيابها

إقرأ أيضا: قصه فرنسيه رائعه .. العقد

-اهلا غزل كيف حالك
-بخير
-لما تغيبت عن المحاضرات فاتك العديد من الدروس

-اعلم ذلك ..لكنني كنت في اجازة لانني كنت اجهز لخطبتي التي حدثت امس .

ثم ابعدت عيناها عني
وانا فوجئت كثيرا من الرد الذي سحق قلبي ودمرني

-حقا ، متى وكيف لما لم تخبريني ؟

-لما سأخبرك..! ما الذي بيننا لاخبرك انت مجرد زميل عادي

ثم تركتني ومضت . ولم ارها في الجامعة بعد ذلك اليوم

مرت الايام وكأنها عقود غزل كيف يعقل أن تكون وقحة تلك الخجولة المليئة بالحياء

ظللت افكر بها ومع كل الذي حدث لم انساها.

بعد مرور خمسة اعوام اتصل رقم غريب على هاتفي

-انت السيد حيدر ..؟
-نعم من المتكلم ؟
-انا ملك صديقة غزل.

قلبي احسست انه سيخرج من محله نظرت الى زوجتي و كانت تنظر الي لتعرف من يكون المتصل.

-اهلا بك ما المطلوب .؟
-اريد ان التقي بك اليوم في الجامعة في نفس المكان الذي كنت تراقب غزل منه اليوم عند الساعة الرابعة بعد قليل.

لم ارد عليها الا بكلمة
نعم نعم الى اللقاء واغلقت الهاتف ،

حاولت أن أخفي تعابير وجهي فزوجتي كادت تأكلني بنظراتها لكنها لم تتكلم بشيء ،

غيرت ملابسي وفي قلبي رهبة شديدة ما الذي تريده مني ولما ذلك المكان بالذات

وذكريات كثيرة استرجعتها بتلك اللحظات و كانت تساؤلات كثيرة تخطر ببالي طوال الوقت

وفي الطريق حتى وصلت ورأيت صديقة غزل

إقرأ أيضا: تقول احداهن عندما كنت في سن المراهقة

-اهلا حيدر
-اهلا بك
-هذه امانة من غزل اوصتني ان اعطيك اياها عندما تموت

تلك كانت الصدمة النفسية التي اتتني فجأة فقلت متعجبا
-تموت!!!
-نعم لقد توفيت قبل الامس بعد معاناة كبيرة مع مرض السرطان الذي اصابها منذ خمسة اعوام

ثم انفجرت باكية وهي تتكلم
لم اجبها بشيء كانت الدموع تذرف من عيني من دون أن اتحكم بها

و انا اتنفس بسرعة واشعر بالاختناق الشديد وانا اتذكر ملامحها البريئة وخجلها ثم قالت لي صديقتها

-انا اسفة لكن علي ان اذهب البقية بعمرك
تركتني ومضت وتركت رسالة اردت ان افتحها كنت مترددا حتى فتحتها مكتوب بها.

من غزل الى حيدر
أنا أسفة لأنني رفضت خطبتك لكن كان علي أن افعل ذلك لأنني اكتشفت انني مريضة بمرض صعب أن اشفى منه

قررت ان اخرج من حياتك بطريقة تجعلك تكرهني لكنني فعلا احبك عندما تقرأ رسالتي سأكون مدفونة وقتها

لكن تأكد انني احببتك اكثر مما احببتني ولم اكن مخطوبة ابدا كان قلبي ملك لك ولم يدخله اي احد سواك

وعندما سمعت انك قد خطبت لتتزوج اصبت بأزمة نفسية وبكيت كثيرا لكنني اتمنى لك السعادة مع زوجتك

التي اخترتها على العموم لقد سقط شعري بفعل الكيميائيات والعلاجات واصبحت نحيلة ومخيفة ومرهقة

و اختفت ملامحي الجميلة التي عهدتها لم يعد شكلي كما كان لكنني لا زلت افكر بك في اليوم الف مرة

اتمنى ان اكون زوجتك في الاخرة ذلك اقصى ما يمكنني ان افوز به ارجوك لا تكرهني
مع خالص حبي ووفائي لك.