تأدّب مع الله
كل قسمة لم تصلك ؛ فإنما هي فتنة ، والله حماك ، فلا تتهم مولاك في حكمه ؛ فيخذلك.
إنْ أخّرك ؛ فما تَركك ، ولكن للغنَائم أجلك!
يَرميك في غيابةِ الجب ؛ ويسعى بالعَزيز نحوَك ، يُقايضونك بالسَّجن ؛ فَيُرسل الله لكَ حُلماً يُطلق أسرك.
يَبنيكَ ؛ وأنتَ تَظُنّ أنَه يَهدمك.
تَجُفّ السُّبل ؛ وما تدري أنّه يجري لكَ زَمزمك!
تراهُ في الحياة يَهزمك ؛ وقد كان يَعصِمك.
يؤخركَ ؛ فيَحفظكَ ، ولو قدّمك ؛ لأهلكك !
تلح في استِجدائه ؛ وما تسمع جَوابا ، ولو تنبّهتَ ؛ لرأيتَ تدبيره يُكلّمك!
ربما جمع عليك الهموم ؛ لِيُخلّصك ، رُبما شَددْتَ القوسَ ترمي أسْهُمك ؛ فحالَ بينك وبينها حتى لا تصيب أضْلُعك!
هو المقدّم لما يحفظ عمرك ، وهو المؤخر لكل ما يغتالُ جذرك ،
إن رعاكَ ؛ هيهاتَ هيهات أن يَشقّ غبارك ،
وعلى أعتابه ؛ لازِمْ ولا تتحرك!
زاحم بَين الزّحام ، حاشا المُقدّم أن يؤخرك.
هو المقدم والمؤخر ، يُؤخـّر لك أمراً ؛ لأنّ أحلاماً قد حانَ مَولدها.
تشاءُ أنتَ القطر ؛ ويشاء لك المطر!
لما القلق ، واللهُ تكفّل بما خلق!
فتأدب مع الله ؛ وانتظر مواسِم الكَشف ، إنّ الإجابة مرهونة بأوقاتها ، وبالدعاء ؛
تساق الأقدار إلى مواقيته لطيف خبير رب كريم.