تأملات قرآنية في سورة يوسف
قال الله تعالى : ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾
[ سورة يوسف: 3]
تباين العلماء والمفسرون في تفسير معنى أحسن القصص ،
فالبعض قال لأنها وردت كاملة متكاملة من بداية أحداثها لنهايتها في سورة واحدة.
وآخرون قالوا لأنها بدأت برؤية وانتهت بتحقيق هذه الرؤية.
وآخرون أعطوا لها تفسيرات أخرى.
ومهما كان تفسيرها ، ما يهمنا هي العبرات المستخلصة من هذه القصة وماذا تعلمنا منها.
علمتني سورة يوسف ..
قد لا يكون أعداؤك في وطن آخر فقد يكونوا ممن يقاسمونك رغيفك وأنت لا تدري!
أن المظلوم منصور ولو كان صغيرا لا يُدرِك ،
أو مكلوماً لا يُفصِح ، أو غافلاً لا يَعي ، أو عاجزا لا يَنتصر.
مهما تهيأت لك ظروف المعصية ، وأي معصية كانت استحضر خوفك من الله وردد(معاذ الله).
أن يوسف إلتمس العذر لإخوته رغم ما فعلوا به ونحن لا نعذر أحداً ولو لأتفه الأسباب!
أن الله معك ومعي ومع من يستشعر
وجوده ونصره وله هبات ومبشرات يرسلها
تارة لتثبت وتارة إختبار لك.
أن الفراق لا يطاق وأن أسعد ساعات المحبين
ساعات اللقاء حين الفراق ،
إبيضت عينا يعقوب وحين وجد ريح من يحب إرتد إليه بصره.
أن الستر مطلوب ، فلم يفضح المرأة التي تربى في بيتها قال :
” إرجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة…”
ولم يقل ما بال فلانة؟!
أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحة جائز ولذلك
قال (لا تقصص رؤياك على إخوتك) مع أن
الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا )
إذا لو كتم إنسان نعمة الله عليه ولم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به.
إقرأ أيضا: من مدرسة النبوة
أن الشيطان يدخل بين الإخوة ، فيوغر صدور
بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء حتى ولو كان أبوهم نبي.
معنى الصبر الجميل : وهو الصبر الذي ليس
فيه تشكي ولا جزع يعني يصبر بدون تشكي ولا جزع.
أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فإن الله يؤتيه علما وحكمة. (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
أن الإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق ،
لولا توفيق الله و تسديده لا يثبت على الحق
( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)
أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة
البعيد على القريب (وشهد شاهد من أهلها )
أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية وبين الصبر على الشدة ، يصبر على الشدة ويُؤثر أن يطيع الله ،
ولو رَمَوه بسوء ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ))
إجتمع لسيدنا يوسف ثلاث أنواع من الصبر.
هم : الصبر على طاعة الله ، والصبر عن معصية الله ، والصبر على أقدار الله المؤلمة.
