مقالات منوعة

تتعب أيدينا ونحن نهدهدهم حتى يأخذهم النوم

تتعب أيدينا ونحن نهدهدهم حتى يأخذهم النوم وتجف ألسنتنا في ترديد كلمات لحفظهم ، وترتيل آيات.

وما أن تغفو عيونهم حتى تشتاق قلوبنا لأصواتهم ، لضحكاتهم ، بل حتى لضجيجهم ومشاغباتهم.

نعد الأيام والليالي لنسير وإياهم أولى الخطوات إلى الروضة ،

وما أن تغادر بهم المعلمة حتى نشعر أنها غادرت بقطعة من قلوبنا.

نتظاهر بالشجاعة أمام كلمة ، أريد ماما ، ونخفي دموعا سبقت دموعهم ،

ونحن نعلم أنه من الآن وصاعدا غيرنا سيعلمهم ويلقنهم دروس الحياة ، وصديقا سيشاركهم ألعابهم ، خطواتهم ، أسرارهم وشقاواتهم.

تتجافى جنوبنا عن مضاجعها هل إنزاح عنه الغطاء ، أكان نافعا ذاك الدواء ، وهل حفظ كلمات الإملاء.

أكان جيدا ذاك الصديق ، أم أنه أغواه وضل به الطريق.

وتمضي صفحات الأيام ولا صفحة كأختها ،
فهذه الضفائر الطائشة سيغطيها الحجاب.

وذاك الخد الأمرد سيخشوشن بلحية ، وتلك اللتغة اللذيذة سيحل محلها صوت رخيم.

وفي نهاية المطاف نضع أيديهم بأيدي رفاق دربهم ليكملوا معهم شق الطريق ،

يشاركوهم أحزانهم وأفراحهم ، عثراتهم ونجاحاتهم.

لنصبح ضيوفا في بيوتهم ، وليصبحوا ضيوفا في بيوتنا.

صورا على جدراننا ، أصواتا بعيدة في هواتف ذكية ، ونسمي كل ذلك فرحتنا بهم.

إقرأ أيضا: لا يوجد مستحيل في الحياة الدنيا ولا الآخرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?