تربية الأبناء تحتاج إلى علم ووعي كبير
لأن الأطفال لا تسمع ولا تنفذ ما نقول إنما تتأثر بما نفعل.
وهذا ليس لمصلحة الأبناء فقط إنما لمصلحة وصحة الآباء ،
لأن تربية الأبناء والتعامل مع الأطفال عموما إنعكاس لدرجة وعينا.
فمثلا الآباء الذين لا يتمتعون بوعي التقبل
يرون دائما أن الطفل مخرب ،
فينهارون ويتعصبون لأنهم غير مدركين أنه ليس مخرب ،
إنما يلبي غريزته في الإكتشاف واللعب وتعلم مهارات جديدة ،
فيتألم الآباء ويستنزفون طاقتهم بسبب عدم تقبل غريزة الطفل.
وكل شيء يقوم به الطفل ليس إلا إنعكاس للأهل ،
فالأهل المتعصبون يجعلون أبنائهم أكثر عناد فيزداد التعصب ،
والأهل الغير متقبلين يرون أبنائهم أكثر شقاوة ، والأهل المتسلطين والمتحكمين يجعلون أبنائهم أكثر كذب.
الأهل المتعلقين الذين يدللون أبنائهم أكثر من اللازم ويظلمون أنفسهم يجعلون أبنائهم أكثر جحود ،
ويعتادون الإتكالية ولا يعتمدون على أنفسهم.
التربية السليمة تعتمد على وعي الآباء أولا ،
فالآباء الواعين هادئين لا يتعصبون ويصرخون طوال الوقت ،
وهذا أكبر شيء يهدم الأسرة ويصنع جيل عشوائي مستفز.
الآباء الواعين يدركون معنى التقبل ، فيستمتعون بلعب الأبناء ويتقبلون تجربتهم وغريزتهم المدمرة.
وبدلاً من حرمانهم من كل شيء يدعموا مهاراتهم ويتركوهم يكتشفون ويلعبون فينمو لديهم الحب والمهارات اللازمة للعيش.
إقرأ أيضا: عشر وصايا للمصلحين في زمن غربة الدين
الآباء الواعين يدركون معنى العطاء وظلم النفس ، لا يدللون أكثر من اللازم ولا يحرمون أكثر من اللازم ،
فيعتاد الأبناء على العطاء والأخذ المتبادل واحترام حق الآخرين.
لا تنسوا أنكم كنتم أطفالا ، وكانت آرائكم ووجهات نظركم متحجرة وغير قابلة للتعديل ،
وكنتم تخافون من الصراخ والغضب والبطش
وكنتم تحبون اللعب ،
كنتم تخبرون أبائكم في سن مراهقتكم أن الزمن غير الزمن ،
وأن تجربتكم وزمنكم مختلف عن أبائكم.
وها أنتم اليوم تكررون مأساة الأمس وتربون أبنائكم كما تربيتم ، فحاولوا فهم إختلاف الأزمنة والتربية المبرمجة المتوارثة ،
ولا تصنعوا نسخة مشابهة لكم وتعيشوا عمرهم كما تحبون ،
ولا تنسوا أن الطفل يولد بغريزة كُن فيكون ،
هو يعتقد أن كل شيء مُتاح في أي وقت ولا شيء مستحيل ،
ولا يعرف الماديات وقيمة الأموال ولا يعرف إلا لغة اللعب ،
فحاولوا منع برمجة الحرمان وحاولوا تربيتهم كما خلقوا ، كُن فيكون.