تزوجت زميلها في الجامعة بعد أن اعترف بحبه لها في يوم تخرجهما ،
وبعد زواجهما بفترة قصيرة اعتصر الحزن فؤادها عندما اكتشفت أنه يحب جيبه أكثر منها ، فقد كانت كلما تطلب منه شيئا يقول :
أنا أعمل طوال النهار لأوفر لك حياة كريمة ، لكنك لا تراعي ذلك ولا تتوقفي عن الطلبات.
كان كلامه يؤلمها كثيراً ، وهي تقول في قرارة نفسها : إن لم أطلب من زوجي ، فمن مَن سأطلب إذا؟!
وبرغم حزنها بسببه لكنها كانت تستمر في الإلحاح عليه إلى أن تأخذ مرادها ؛ وبعد أن تعبت من جملته المعتادة ،
بدأت بالإلحاح عليه أن يسمح لها بالعمل ، لكنه أصر على رفضه عندما كان يقول :
العمل سيجعلك تهملي المنزل.
وهي ترد قائلة : لن أُهمل المنزل ، وسأساعدك في المصاريف ولن أطلب منك طلبا.
إلى أن وافق عندما رأى إصرارها ، وبعد أول راتب لها قال :
-ألن تشتري لنا حلويات وتقومي بغلي فنجانَيْنِ من القهوة ، بمناسبة أول راتب؟
حينها انفجرت بوجهه قائلة : أنا أعمل طوال النهار خارج المنزل ودخله ،
لأوفر لكَ حياة هانئة ، وأنت لا تراعي ذلك ومع أول راتب بدأت بالطلبات؟
حينها امتعض من كلامها وقال في قرارة نفسه : والله لن أطلب منها شيئا ما حييت.
مضى شهراً تلو الآخر وهما يتشاركان المنزل كالأغراب ، ولا يتحدثان إلا بالأمور الضرورية ،
غير أنه لا يطلب منها أن تقوم بشيء له كونه لم ينسى طريقة كلامها معه ،
أما هي فلم تستطع الإعتناء بالمنزل كما كانت قبل العمل مما جعلها تُقصّر ،
وعندما ازدادت الضغوطات عليها تذكرت أنه السبب في تعبها ،
فلولا أنه كان يحضر لها ما تريد دون أن تطلبه مرارا وكأنها تشحد لما عملت ،
مما جعلها تتعامل معه برسمية ووتهرب منه كلما أراد السهر معها.
فازدادت المسافات بينهما ، مما جعلهما ذات يوم يتفقا على الإنفصال عندما قال لها :
حالكِ كحال بقية النساء عندما يعملن ، يعاملن أزواجهنّ بتكبر ويهملن المنزل ،
أنا المخطئ الذي سمحت لكِ بالعمل ، ولهذا سأقول لك إما أنا وإما العمل.
فأجابته بدون أدنى تفكير : العمل.