تعطلت إحدى السفن التجارية وهي في البحر من كثرة الحمل الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق.
فاقترح ربانها أن يتم رمي بعض المتاع والبضاعة في البحر ليخفف الحمل على السفينة وتنجو.
فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة ،
فاعترض التاجر على أن ترمى بضاعته هو لوحده ، واقترح أن يرمى قسم من بضاعة كل التجار بالتساوي ،
حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط.
فثار عليه باقي التجار ولأنه كان تاجر جديد ومستضعف تأمروا عليه ورموه في البحر هو وبضاعته وأكملوا طريق سفرهم.
أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق وخائف حتى أغمي عليه ،
وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة.
ما كاد التاجر يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة ،
وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب ،
وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار.
وفي ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة ،
وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء النار ، ولكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه.
هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب؟
لقد رميت في البحر ظلما وخسرت بضاعتي ،
والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترق ،
ولم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا.
وأنا غريب في هذا المكان ، لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ.
ونام التاجر ليلته وهو جائع من شدة الحزن ،
لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره ،
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قاربا صغيراً لإنقاذه.
إقرأ أيضا: الصبي الذي صار إماما
وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق عقله من شدة الفرح ، وسألهم كيف وجدوه وكيف عرفوا مكانه فأجابوه :
لقد رأينا دخانا فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى ،
وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رمي من سفينة التجار ظلما ،
أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل وغرقت في البحر!
فقد غار عليها القراصنة وقتلوا وسلبوا كل من فيها.
فسجد التاجر يبكي ويقول الحمد لله يارب أمرك كله خير. ،
سبحان الحكيم الذي أنجاه من القتل واختار له الخير.