تعلق الروح
عندما تعلق سيدنا يعقوب بيوسف ابيضت عيناه حزنا على فقده.
وعندما تعلقت زليخة بيوسف أُنهِكَت في سبيل حُبه والضَريبة كانت أن أصبحت إمرأة ضريرة ضعيفة تجوب الشوارع بحثا عنه !
عندما لجأ سيدنا يعقوب إلى الله وحده أرجع إليه يوسف وهو عزيز مصر ليس يوسف وحده! بل معه الجاه والسلطة والنفوذ.
عندما آمنت زُلَيخة بالله العظيم الواحد الأحد أتى يوسف بذاته إليها وحينها كانت تصلي في المحراب لله ،
جعلت تعلقها بالله بشكل حقيقي صادق قالت دَعوني أناجي ربي حتى لم تهتم إن كان يوسف واقفاً بجانبِها.
كانت النتيجة أن عاد إليها جمالها وشبابها وتزوجت يوسف.
تعلق الروح بالشبيه لها هو من أكثر العلاقات الصعبة ، لأنه أصعب من الحب.
الحب يمكن أن يتغير لكن تعلق الروح صعب يتغير.
التعلّق يعذّب صاحبه يُتعِبه ويُبعد الهدف عنه ، أكثر شيء تتعلق به هو أكثر شيء أنت ممنوع عنه ،
وهذا هو عدل الله في الكون.
لأن التعلق مشاعر ضارة جدا تُغيّر الموازين وتجعل الإنسان تحت رحمة ما يتعلق به ،
وهذا عكس القانون الإلهي أن خلقك حر أنت فقط عبد لله وحده ، كيف لك أن تَقلِب موازين الكون وتسمح لشيء دنيوي أن يَستعبدك !
عندما تفك التعلق بالأشياء الدنيوية وتجعل وجهتك هي حب الله ورضاه تجهّز أن تتلقى المكافآت من الله الكريم ليس كما تتمنى فقط بل أكثر وأجمل مما تُريد.
هنا أنت فعلاً خليفة الله في أرضه وتستحق أن تأتيك الدنيا إليك وأن يتجلى كل ما تريد بسهولة ويُسر بأفضل إحتمال وبكل حب.
