الحب في الحياة

تقبل حالتها بأنها مصابة بمرض الشك

تقبل حالتها بأنها مصابة بمرض الشك ، طلبت منه أن يفكر مليا قبل أن تكون زوجته هو الأخر ،

بثقته وحبه لها قد أخبرها بأن هذا الأمر ليس مهما سنتزوج ومرضك هذا سيختفي ،

هي تدرك تماما أنها لو أصبحت زوجته سيزداد الشك خاصة وأنها من النوع الذي لا يثق في أحد ،

زوجها أملها الأول والأخير ، مرت سنة كاملة على زواجهما ، لحد الآن ليس هناك أمر يدعوا للقلق.

حتى جاء ذلك اليوم الذي عاد فيه زوجها للمنزل ، وهي تتفقد الوقت من ساعة الحائط ، دخل أخيرا نزع معطفه ،

أما هي فسألته ” لقد تأخرت اليوم !

” يبتسم و يرد ” أي تأخر عزيزتي! ” تنظر للساعة ، لحظة دخوله للمنزل هي الساعة الثامنة وأربع دقائق ،

ردت إنها الثامنة وأربع دقائق! ، أقصد هذه أول مرة !

ينظر إليها ثم يبتسم ويضحك ، أربع دقائق فقط ليست ساعة ، أو ساعتين عزيزتي.

كل ما أريده هو الشاي ، سأذهب للحمام وأعود إليك ، أما هي ،

نوبة الشك قد عادت إليها نفس النوبة التي إنتابتها في طفولتها عندما سألت أمها

” هل أنت أمي الحقيقية ؟”

تذهب لتعد الشاي ، تتنفس بشدة ، شهيق وزفير ، تردد لنفسها ” كلا يا مريم كلا لا تفعلي هذا ، كلا إنها أربع دقائق “

تصارع الشك ، تصارع السؤال” ما الذي جعله يتأخر أربع دقائق ؟

أربع دقائق ، 240 ثانية ، لا وجود للأمطار لتعيق الحركة ، إنه يوم الأربعاء لا يوجد لبطئ حركة السير والإزدحام ،

كما أن المكان الذي تقطن فيه ، ليس مزدحما والطريق لعمله شبه منعدم من السيارات

لماذا قد تأخر أربع دقائق ؟

عزيزتي ! إحذري إنه الشاي!

حينها تعود لرشدها وتطفئ الموقد.

إعتذرت وعادت لإعداد الشاي ، يسألها ” هل أنت بخير يا مريم ؟

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: الليلة الأخيرة

ترد أنا بخير فقط ، أعاني من الصداع.

إذن أخبرني كيف كان يومك في العمل !

يجلس ويتكلم عن يومه كاي زوج يسرد لزوجته ، لكن مريم عادت لنوبتها ،

تذهب لتضع معطف زوجها في مكانه ريثما يصف لها يومه ، رائحة أخرى ، رائحة عطر آخر ممزوجة بعطره ،

العالم صامت إلا مريم في نوبة الشك ، إنه عطر للنساء.

تنظر إليه بنظرات مخيفة باردة ، هل ؟ هل يفعل ذلك ؟

يسألها مريم ؟ مابك ؟ تضحك وترد. هل قلت بأنني أزداد وزنا !

ها يضحك ، يعود للضحك ، لا ، لا.

ويكمل حديثه ، مريم خبأت نظراتها بهذا الرد زوجي يخونني ،

وهذا سبب تأخره لأربع دقائق ، عطر جديد تنظر إليه كيف يجيد التظاهر بالبرائة.

تعود إليه وتضع كوب الشاي ، تسأله عزيزي أخبرني كيف أمضيت يومك !

بابتسامة ، علامات الحزن بادية على وجهها ، زوجها يتعجب من إلحاحها رغم أنه قد تحدث عن كل شيء بالتفاصيل.

أربع دقائق بل دقيقة واحدة يمكن فيها للمرئ أن يقع في الحب ، دقيقة قد تسبب مشاكل.

ما الذي يوجد في هاتفه ؟ ، في جيوب معطفه ، هكذا تفكر مريم في ذلك ، من هي ؟

صاحبة العطر الفاخر الفرنسي ، مرة أخرى تضيف له ، إذا قلت أنني ازددت وزنا سأقتلك.

ليضحك مرة أخرى ويحتسي الشاي ، عادت لغرفتها تغلق الباب وإذا بها تبكي ، عادة ما تبكي مريم عندها تنتابها الشكوك ،

تذكرت أيام طفولتها عندما أخبرت أمها بأنها ليست طفلتهم الحقيقية !

ها هي النوبة مرة أخرى زوجها يخونها مع فتاة أخرى ، أربع دقائق ما هي إلا البداية ،

سيتاخر لمدة أطول ، أربع دقائق هي محادثة إعجاب ، دقائق الغد هي الموعد ، العطر ،

قد جلس بجانبها أثناء عودته من القطار!

إقرأ أيضا: أنا شخص يخاف من الحب يخاف من الإعتراف

بدأت تبكي وتبكي بصمت ، تذكرت كيف كانت والدتها تثبت لها بأنها أمها الحقيقية وليست فتاة بدون أم ووأب ، نوبة شك مخيفة.

زوجها قد تعرف بأخرى لأنه رأى زوجته تزداد وزنا ، يناديها الآخر ” مريم أين أنت؟ “

تمسح دموعها مريم لدي مفاجأة لك !

حينها تفتح الباب لتجده يحمل هدية تفتحها وإذا بها تصادف عطرا!

أعلم أنك تحبين العطور ، لذا جلبت لك هذا !

تنظر إليه ببراءة ، هل هذا سبب التأخير ، يضيف لها قد اشتريت منذ يومين لا ، ليس سبب التأخر.

تضع العطر إنه نفس العطر على معطفه تنظر إليه وتتمنى بأنه لا يفكر في خيانتها ، شكرته حتى رأت معصم يده.

أين ساعتك !يجيبها لقد بحثت عنها في الصباح قبل ذهابي للعمل ، لكني لم أجدها.

حينها تجلب له الساعة وتضيف له كانت تحت السرير ، إستنتجت أخيرا أن مدة البحث هي أربع دقائق.

تذكرت مريم أنها كانت مخطئة بسبب شكوكها حول عائلتها ، مثل الشك حول زوجها ، عانقها زوجها بعدما قال لها.

إنها النوبة أليس كذلك ؟ لتبكي.

ردت ” أنا أسفة ، أسفة حقا “

“لا عليك عزيزتي “

في الغد بعد مغادرة زوجها للعمل ها هي تخرج من أجل شراء لوازم البيت وفي الدرج ، إلتقت بالجارة التي تعمل كعارضة أزياء ،

وعندما مرت بجانبها ، توقفت مريم.
لأن الجارة تضع نفس العطر الفرنسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?