تقسيم الإرث بالحلال وإلا فالنار أولى

تقسيم الإرث بالحلال وإلا فالنار أولى

حتى في الملح!

صديق لي من عائلة دمشقية ذات علم وتقى وصلاح ، توفى والدهم.

وفي اليوم الرابع من يوم الوفاة ، وبعد إنتهاء أيام العزاء ، إجتمع الأبناء الورثة في بيت والدهم.

قاموا بداية بإحصاء ما تركه والدهم من أموال وسداد ما عليه من ديون ، وإنفاذ ما أوصى به.

ثم قاموا توزيع ما ترك والدهم من أموال نقدية ، ثم قوموا أثاث البيت كله وتسعيره من قبل أصحاب الخبرة ،

فغرفة النوم أخذها فلان ودفع ثمنها ، وفلانة أخذت غرفة الجلوس ودفعت ثمنها ، وفلان أخذ البراد ودفع ثمنه ،

وفلانة أخذت السجادة ودفعت ثمنها ، وهكذا.

وما لم يرغبوا به من الأغراض باعوه ، وعاد ثمنه على مجموع التركة.

ثم دخلوا المطبخ وقاموا كذلك بتوزيع ما وجد فيه من مؤونة ، ومن سكر ورز وبرغل وتوابل ،

إلى أن وصلوا إلى الملح ، لفلان كيلو ولفلانة نصف كيلو .

المهم أن أحد الحاضرين تدخل وقال لهم : يا جماعة إي يعني زودتوها كتير!

حتى في الملح ، لم يصل الأمر إلى هذه الدرجة في التقسيم.

فقال له الأخ الكبير : هكذا أمرنا الله أن نقسم الحقوق مهما كانت صغيرة ،

وحتى لو كان الحق مثقال ذرة فقد أمرنا الله بإعطائها لصاحبها ، فالحساب دقيق ومناقشة الحساب عسيرة.

أقول أيها الأخوة : ما يجري في زماننا عند تقسيم الإرث من خلافات تزكي نار الشقاق بين الأخوة ،

يمكن تجاوزها بالرضى بحكم الله في ذلك.

حرمان البنت لأن ما سترثه سيغدو للصهر تصرف باطل وحرام.

المحل أو البيت أو الأرض ، يستفيد منها أحد الورثة والباقون ينتظرون حقوقهم سنين طويلة حرام.

يحرم من الميراث أحد الأبناء لأن والدهم درسهم في الجامعة ولم يدرس الباقين تصرف حرام.

فلان أخذ البراد ، وفلانة أخذت الفرزيز لأنهم اشتروها لأهلهم حرام.

فلانة أخذت الإسوارة الذهبية لأنها (من ريحة أمها) حرام.

ردوا الحقوق إلى أصحابها ، فإن الحساب عسير ، واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله.

إقرأ أيضا: الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى

Exit mobile version