تقول إحداهن دخلت إلى أحد المتاجر لشراء بعض الحاجات ، فلمحت فتاة صغيرة بعمر السابعة تشتري الشكولاطة ، أردت ممازحتها فقلت :
كيف حالك يا جميلة؟
نظرت إلي ثم قطبت حاجبيها وقالت بحزن :
كلا ، لست جميلة.
تساءلت حينها وقلت : لماذا؟
فردت : أمي تقول أنني جميلة بالحجاب ، ولكنني لازلت صغيرة عليه ، وسأرتديه عندما أكبر.
ثبتت عينيها في عيني وسألتني : ماذا عنك؟! أنت كبيرة لماذا لا ترتدين الحجاب؟
أحدث سؤالها زوبعة في دماغي ، أنا كبيرة ، بالغة ، مكلفة ، لماذا لا أرتديه؟ ماذا يمنعني؟
أسئلة كثيرة أصبحت تتناطح في رأسي لم أجد لها جوابا مقنعا ، ترى ما السبب؟
الموضة! هل ستفعني لاحقا ؟ ربما كلام الناس ، هل سيحاسبون معي؟
نعم عرفت ما يمنعني ، إنها النفس وحبها للشهوات ، لكن والله من اليوم وصاعدا ، لن أسمح لك بتعدي حدودك.
التفت إلى الطفلة الصغيرة التي كانت تنتظر جوابي وقلت : لا أظن أنني الكبيرة هنا ،
ودفعت لها ثمن الشكولاطة ، وخرجت.
مررت في طريق عودتي على محل يبيع الحجابات الشرعية ، دخلت المكان وأنا أشعر بالخجل مما كنت ألبس ،
تمنيت حينها لو استر نفسي ولو بقطعة قماش ، رحت عند البائعة وأوضحت لها رغبتي ، فقالت :
ما شاء الله ، بينما نحن في زمن الفتن ، لا زال هناك من يتمسك بحبل الله.
أهم شروط الحجاب ألا يشف ولا يصف ولا يكون ثوب شهرة ، سأساعدك في الإختيار.
وقعت عيناي على حجاب أزرق كزرقة المحيط فقلت لها : هاذا هو ، سأجربه.
إقرأ أيضا: الفتى الذي تنبأ بموته
لبسته وساعدتني في وضع الخمار ونظرت لنفسي في المرآة ، ليست الفتاة التي أعرفها ،
بل رأيت فتاة جديدة تتطلع لحياة أفضل.
فتاة تنوي أن تحافظ على الصلوات بعد أن تركتها ، أن تقرأ القرآن بعد أن علا الغبار مصحفها ،
رأن تمسك لسانها بعد أن أكلت من لحوم الناس ، والكثير من الأشياء الأخرى.
يمكنك أن تنزعيه لأضعه لك في كيس.
قاطع صوت البائعة شرودي ، لكنني قلت : لا ، شكرا ، سأدفع ثمنه وأخرج به هكذا.