Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

تقول تزوجنا بعد سنة من التخرج أحببته وأحبني كثيرا

تقول تزوجنا بعد سنة من التخرج أحببته وأحبني كثيرا وعشنا خارج البلاد لخمسة سنوات نعمنا فيهم بالهناء والود ،

وأنجبنا فتاة هنأت معنا في حياة شديدة التفاهم والرعاية حتى عدنا للوطن وبدأ البعض في التدخل في نظام حياتنا.

تقول قريبة لي يجعلك تطبخين بشكل يومي ويبخل عليك بالراحة ؟

وتقول أخرى يجعلك تستقلين المواصلات العامة بدلا أن يُوفر لك سيارة ؟

وتقول صديقة لا يشتري لك الهدايا كل فترة ؟

في البداية لم أكن أعني بحديثهم كثيرًا ولا آخذه على محمل الجد أبدًا حتى صار حديثهم بالفعل يضايقني ،

ومع كثرة أحاديثهم على نفس الشاكلة صرت أتعلل له بمرضي وأشكو قلة راحتي يُحاول إرضائي ببعض الزهور ،

فأتذكر الإسورة الذهبية التي جاءت لصديقتي من زوجها فأنقم عليه وأقول :
أما رأيت أثمن من هذه ؟

يحاول في يومٍ آخر دعوتي للعشاء في مطعم بسيط يناسب ميزانيته ،

فأتذكر صور المطعم الفاخر الذي تعتاد قريبتي الذهاب إليه رفقة زوجها فأقول وهو يرسم السعادة على وجهه لأنه يعتقد أني سعيدة ،

كل هذه السعادة لهكذا مطعم فماذا ستفعل لو ذهبنا للمطعم الفلاني ؟

فيكسو الحزن وجهه ويتناول طعامه بحنق شديد ،

و و وحتى ضاق هو الآخر بمجالستي وقد تغيرت كثيرًا عن ذي قبل ، كفّ عن إحضار الزهور لأني حتمًا سأقول بها عيبًا ،

كفّ عن دعوتي لأي مطعم لأني لن أمدح صنيعه أبدًا ، كفّ عن مُحاولة إرضائي بما في وسعه لأني بالطبع لن أبادله شعور الرضا.

حلّ الفتور في حياتنا وبدأ الحب ينضب وشعرت إبنتنا بما صار بالبيت من جو حزين وفراق وشيك ،

إتصلت بصديقتي أشكو لها حزن قلبي فما وجدتها وسألت هنا وهناك فوجدتها قد سافرت مع زوجها لدولة ما ولم تخبرني !

إقرأ أيضا: يحكى أن في يوم من الأيام كانت هناك زوجة كريمة طيبة

ياه أخبرها بكل شيء وما تُخبرني أنها راحلة ؟ أي مكر هذا !

هرعت نحو قريبتي لأشكو لها حزني الذي تراكم من هنا وهناك لكنها سئمت من شكواي فكلما لقيتني أشكو زوجي مرة والآن صديقتي ،

فلما أخبرتها أني أنوي الإنفصال بدأت تبتعد كثيرًا عني خوفًا أن أطمع بزوجها الثري ولم تعد ترد على إتصالاتي أو تستقبلني في بيتها ،

ضاقت بي الدنيا وضاق بي بيتي ووجدت زوجي وقد حطّ عليه الحزن والتعب ،

فكرت حينها فقط في محاولاتي المستميتة في اللحاق والسؤال عن صديقتي الغائبة ومن ثم عن قريبتي التي تغيرت ،

ماذا لو فعلت هذا مع زوجي ؟ لا أذكر أني بحثت مرة عنه ! هو من كان يُحاول البحث خلف حزني ليرضيني وتستمر حياتنا ،

كنت بعيدة كل البعد عن الرضا جعلت حياتي مشاعة للجميع حتى خُربت وما حل الخراب سوى بي وببيتي بينما الجميع يهنأ.

ذهبت مساءً نحو زوجي وأنا أهمس :
آسفة .
إبتسم رغم حزنه وقال :
لا عليك.

قلت بنبرة شوق :
ربما لو لم يحدث ذلك لما عرفت أنك القريب والصديق والحضن الذي كلما إبتعدت وعدت إستقبلني بحنان غامر.

طمأنني وهو يقول :
كنت أعرف معدنك جيدًا وأعرف حبي في قلبك لذا تركت الحياة تُعلمك الدرس جيدًا في غياب إهتمامي بكِ ،

لتشعري بما كنت أقدمه على مقدرتي وقد صرت جافيًا الآن.

من يومها ولم أُخبر أحدًا عن حياتنا لا صديق أو قريب فمن لا ينصحك فهو عدو لك ولبيتك.

فالصديق القريب هو من يُحدثك بالصلح ويجعلك ترضى عن حياتك البسيطة رغم ما عنده من ثراء ،

ولا يُشعرك بقلة ما عندك أمام كثرة ما عنده حتى لا تنقم على حياتك ومن ثم يحل الخراب في حياتك وحدك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?