تقول تزوج أخي أخيرا أقمنا له عرسا كبيرا
تقول تزوج أخي أخيرا أقمنا له عرسا كبيرا دعونا فيه الصغير والكبير ، كنت سعيدة جدا لسعادته واستقراره ،
ولتلك الأخت الجديدة التي إنضمت إلى عائلتنا ،
حتى أني تأملت إتفاقنا مع بعضنا عكس ما يشاع عن بعض زوجات الأخ وأخوات الزوج والمشاكل التي تحصل بينهما.
لكن لم أكن أعي أن الأمر صعب وأن التفاصيل الصغيرة ستحدث فارقا كبيرا مع الوقت ، وأن الأمور ستتغير تدريجيا بيننا ،
فأحرم بذلك من أمور اعتدت عليها ، وأجبر على أخرى لا أرغب بها.
أعدوا لي القهوة ، من هنا بدأت المشكلة ، حين تحولت كلمة أعدي إلى أعدوا ، فقد إعتاد أخي على شرب القهوة من يدي ،
كنت أحضرها فور عودتي من الجامعة لي وله ، لكني منذ تلك المرة تنازلت عن مهمة إعدادها له ،
ليس هذا فقط بل إكتفيت بإعدادها لنفسي دون أن أترك له الباقي بحجة أن زوجته ستفعل ،
فيعود ويبحث عن القهوة ولا يجدها فتعدها هي له ، كنت أشعر بالسوء لما أفعله ،
ما المشكلة إن تركت له القهوة ، لا أفهم لما أصبحت أفعل ذلك!
كانت تدرك جيدا أني أرمي القهوة عمدا حتى تعد أخرى له ، ومع ذلك لم تلمني على فعلتي ،
وأكثر من ذلك باتت تسبقني وتعدها قبل عودته لنا جميعا وليس له فقط.
شعرت بالخجل مما فعلته معها ، لكني بقيت مصرة على أن إعدادها لنا من واجبها هي كونها واحدة من أسرتنا ولم أشكرها حتى على ذلك.
ومع ذلك دخلت غرفتي مساء وتقاسمت معي علبة الشوكولا التي أعتاد إقتناءها بمفردي ،
وقالت “هل تسمحين بتقاسمها معي من اليوم فصاعدا؟
أومأت برأسي موافقة وعلى وجهي إبتسامة مصطنعة ، كان بإمكانها تناولها بمفردها أو طلب أخرى خاصة لها ،
كان بإمكانها ترك المهمة لزوجها لماذا تكفلت بتقديمها لي بنفسها ، كان قربها من أخي يزداد بنفس المقدار الذي يبتعد فيه عني ،
لم يكرهني أخي ولم تسيء هي لي ، ومع ذلك كنت أشعر بشرخ كبير وهمي بيننا ،
فظل ذلك الشرخ يتسع كل يوم أكثر ولم أعرف كيف أعالجه.
إقرأ أيضا: الفتاة الطائشة وكمين الأنذال
إلى أن أصيب شقيقها في عمله ، فعزمت على زيارته وفي يدها طبق الشكشوكة التقليدي ،
لكنها لا تتقنه مثلما أفعل ، فطلبت مساعدتي في إعداده ، فهو يحبه وزوجته تتقنه كونها نشأت في عائلة تعده منذ نعومة أظافرها ،
حتى أنها إتصلت بها وطلبت منها أن ترتاح وان لا تعد العشاء فهي ستجلب لهما طعاما طيبا معها حينها سألتها :
لما تعدين له طعاما يحبه وتريحين زوجته ، أليس هذا من واجبها؟
حينها إبتسمت وقالت : الأمر ليس متعلقا بالواجب بقدر ما هو متعلق بالمحبة ، أنا أعد له ما يشتهيه لأني أحبه ،
وأطلب راحتها لأنها تعتني بمن أحب ، أيضا لأن أخي يحبها ، فلا يكفي أن تحبي شخصا ما ليبادلك ذلك ،
بل ينبغي أن تحبي إختياراته أو تتقبليها على الأقل.
أخي متوسط الحال ، ونحن ثلاث أخوات بنات ، ومع ذلك ظلت زوجته تتقاسم معنا الشوكولا والحلويات التي يجلبها رحمة لجيبه ومحبة لنا ،
فأحبها هو وأحببناها نحن معه ، لم يكن ذلك واجبها لكنها فعلتها من باب المحبة ، حتى أننا كثيرا ما تسابقنا على إعداد القهوة له ،
نتنافس على من تقدم الحب أكثر لتحصل عليه منه ، لم نفكر يوما بمسألة الواجب ،
فالعلاقات لا تؤمن بالواجب بقدر ما تؤمن بالمودة والعطاء ، من يحبك أكثر يقدم لك أكثر ،
وبما أني أحب أخي أقدم له من الحب ما أقدر ، وبما أني أحب زوجي أقدم له ما أقدر أيضا ،
وبما أنك أخت لمن أحب أحببتك أيضا ، وها أنت تبادلينني الحب وتساعدينني في هذا الطبق ،
ولو أني عاملتك بسوء لما فعلت ، وإن فعلت فذلك حبا في أخيك وليس فيا أنا ،
هو ليس واجبك لكن ذلك الحب داخلك جعلك تفعلين ذلك وأكثر.