تقول تقدم لخطبتي شاب ميسور الحال
تقول تقدم لخطبتي شاب ميسور الحال ، على قدر وافر من العلم والأخلاق الحميدة ،
لكن تطلعاتي كانت تفوق ما يستطيع تقديمه لي ، فكنت دوما ما أطالب بأغلى الهدايا وأفخمها كي أتباهى بها أمام صديقاتي ،
خاصة نجوى التي كانت كثيرا ما تتفاخر بثراء زوجها وسخائه في كل مرة سواء عند شراء الهدايا أو تحضير المفاجآت.
لم يرفض لي طلبا مهما كان ، وجعل من كل مستحيل ممكنا في سبيل إسعادي ،
مما جعلني أتمادى أكثر حتى بت لا أقتنع بما تمنيته قبلا ، إلى أن جاء يوم عيد ميلادي.
ألم تستطع أن تجعل هديتك أفخم من هذا ، ألم ترى هدية زوج نجوى لها في عيد ميلادها؟!
زوج صديقتك يحضر لها أقل ما يستطيع تقديمه ، بينما أنا أنفق ما أملكه لأجل إرضائك ، برأيك أيهما أكثر حبا؟!
لو كنت تحبني كما تقول كنت أحضرت لي الخاتم الذي وعدتني به.
ما تطلبينه مستحيل ، لقد أنفقت ما ادخرته لأحضر لك هذا العقد ،
ثم إني لم أعدك بشيء ، لقد أخبرتك أني سأبتاعه لك عندما يتوفر لدي ثمنه.
كنت أعلم أنك لن تستطيع تحقيق أمنياتي ، كل وعودك كاذبة ، وحبك زائف مثل هداياك.
في تلك اللحظة شعرت أني خسرته للأبد ، اختلفت نظرته هذه المرة ،
اختفى الحب وحل مكانه الحزن والخذلان ، لم يتكلم بكلمة واحدة بل اكتفى بانتزاع الحلقة الفضية من بنصره ،
ووضعها بين يدي بهدوء ، ليهتف أخيرا دون النظر إلي :
يشهد الله أني حاولت بكل ما أملكه بجعلك أسعد النساء ، في كل مرة أهديك شيئا أنتظر منك ابتسامة صافية ،
أو كلمة دافئة بحروف خجولة ، أي رد فعل يشعرني أنني أسعدتك ولو قليلا ،
لكنك على عكس ذلك تنظرين لي بنزق وعدم اكتفاء.
أقسم أني لو أحضرت لك قطعة من القمر ستطالبين بأخرى من الشمس ، كنت لي طفلتي المدللة ،
لكني كنت لك مجرد بنك متحرك ، رجل تتفاخرين بما يملكه أمام صديقاتك ، ماذا عن قلبي؟!
إقرأ أيضا: تزوجت زميلها في الجامعة
تمنيت أن تتركي غرورك ومحاولة منافستهن لمرة واحدة ، والنظر لعيني والغرق في بحر عشقي ،
اللعنة حتى اهتمامك بي قد حرمتني منه وأنا الأشد احتياجا لحنانك وحبك ،
حتى تلك المكالمات الطويلة قد حرمتني منها ، أي حياة هذه؟!
بالله عليك أخبريني أين أنت وأنا وسط كل هذا القبح ،
لم يعد بمقدوري الركض خلف طمعك ، ولا منحك الحياة المزيفة التي تحلمين بها ، أنت طالق ، الوداع.
غادر بعدها ولم يعد ، (لا تحزني هو لا يستحقك) (سيعود إليك زاحفا) ( ستجدين الأفضل منه) ،
كلمات أخرست أنين قلبي لفترة مؤقتة ، ما لبثت حتى أفقت لنفسي بعد فوات الأوان ، اليوم هو حفل زفافه ،
لقد تزوج من صديقتي التي كانت تحذرني دوما من الإنسياق خلف المظاهر الخادعة ،
وأن أعيش معه حياة مليئة بالحب والأمان ، لكني كنت أصدها حتى وجدتها وقد ابتعدت ،
ولم يبقى بحوزتي سوى هداياه التي اكتشفت أنها أثمن من أي شيء لأنه اختارها بعين المحب ، واستقبلتها أنا بروح جشعة للمزيد.