Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

تقول حيرني أمر صديقي عيسى بعد خروجه من السجن

تقول حيرني أمر صديقي عيسى بعد خروجه من السجن ، والتهمة كانت سياسية ،

حينما جاء يطلب مشورتي في أمر أفقدني التركيز وجمد تفكيري.

سوف أقص عليكم قصته ولنفكر في حلاً لأمره ؟

عيسى شاب طموح من أسرة متوسطة الحال ، لكنه مكافح ، دخل جامعة وأثناء الثورة 25 يناير 2011 تم إعتقاله ،

هو ومجموعة من زملائه بسبب ما كانت تمر به البلاد من أزمات ، فخسر دراسته ولم يستطع إتمام شهادته داخل السجن وذلك لسوء حالته النفسية ،

ولا تظنوا أن هذا بسبب دراسته فقط ، فالآتي أعظم.

فقد أإتهم خطيبته بالخيانة قبل حبسه بشهور وتركها ، فكان يشعر أن مستقبله ضاع ومعه أحلامه وأمنياته.

حاول أن يتأقلم عيسى على عادات السجن فمدة سجنه ليست بقصيرة فقد كانت أربعة سنوات من عمره.

بعد إنقضاء المدة خرج عيسى مرة أخرى ليرى النور مرة أخرى من خارج القبضان ،

قد بدى على ملامحه النضج وأصبح يافعاً لكنه أصبح منطوي جداً ،

لم يعد كسابق عهده مرح محب الحياة وقل ما تواجد في أي تجمع حتى أصدقائه بدأ ينسحب منهم جميعاً ،

ما عاد أحمد صديق طفولته وأنا بصفتي جارته وبنت خالته.

وأذكر أول مرة إلتقى بخطيبته السابقة بعد خروجه من السجن “وكنت معه نشتري بعض الأشياء له”،

تجمدت أطراف عيسى وكنت أشعر برجفة قلبه وتبلد تفكيره ،

لكن بحكم أنها جارتنا بادلها التحية وبدأت بالحديث فقاطعها واستأذن بالإنصراف.

حاولت أن أتناقش معه حولها لكنه دوما كان يرفض الحديث عنها ،

لكني لمحت في عينيه تلك اللمعة التى بعيون العاشقين دليل حنينه لها.

إقرأ أيضا: يقول أحد الآباء إبني متفوق كثيرا بدراسته

تكررت اللقاءات بينهما وفي كل مرة يحاول إهانتها بالتجاهل تارة وبالرد المختصر تارة أخرى ، وقد وصل به الحال أن يسمعها كلاماً قاسياً.

وأشهد بأنها حاولت معه كثيراً وهو يرفض حتى التحدث.

وقال لي ذات مرة لابد من أن يكبح مشاعره ويبتعد عنها فهذا هو الحل الوحيد.

وبعد عدة أشهر بعدما إستلم محل والده بدلا منه ، فهو وحيده والأولى بالعمل عنه.

قرر الإرتباط بفتاة تقطن بجوارنا وقد أبدت إهتمامها به وشغفها للتقرب منه ، لكني دوماً كنت ألاحظ علامات الحزن في عينيه ،

وبعد فترة دخل في حالة إكتئاب ولا يعلم أحد لم؟!

فسألت صديقه أحمد الذي أبلغني أن عيسى تأكد أنه ظلم خطيبته الأولى و أنها يوماً لم تخنه!

كما أنها إنتظرت عودته الأربعة سنوات السابقة ، فأنبه ضميره وشعر بالذنب تجاهها كما لم ينكر أنه لازال يحبها ،

كل هذا كان سببا لما هو عليه الأن.

بعد شهر ولم أكن أعرف عنه شيئا ولا أسمع عنه خبر حيث كان يرفض أن يزوره أحد ،

حتى خالتي بالكاد تلمحه إذ خرج من غرفته.
تفاجئت بزيارة عيسى لنا اليوم وإنه يريد التحدث لي ،

كان يتصبب عرقا ويداه ترتجفان وطول السهر ترك أثر حول عينيه الزائغتان يميناً ويساراً ،

بادرت بالسؤال عنه وعبرت له عن إشتياقنا جميعا له وبدأ يهدأ رويداً رويداً ،

بعد لحظات صمت لا يُسمع فيها غير أصوات أنفاسه ،

بدأ يتحدث وقال لي أنه يتحير بين خطيبته السابقة والحالية لا يعرف ماذا عليه أن يفعل؟!،

هل يرفع الظلم عن المسكينة الأولى ويريح ضميره ويتزوجها؟!

أم يظلم المسكينة الثانية التي أحبته ويتركها؟!

أو يظلم نفسه ويبتعد عنهما الإثنتين؟!
أوقعني في بحر من الحيرة ورحل فيا ترى أي ظلم يرضى؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?