تقول سيدة ابني العاق لم يسقني يوما شربة ماء
تقول سيدة ابني العاق لم يسقني يوما شربة ماء ، وزوجته كانت تحثه على عقوقي ، كانت تعاملني كجفاف ابني وأكثر.
بقي قلبي راض عنه رغم كل الأذى الذي شاهدته في سكني عنده.
أدع له بالرضا والهداية ، ما سئمت من أمل يراودني بأن إبني سيقبل يدي يوما ما.
اشتقت أن أضمه إلى صدري ، اشتقت لصوته الصغير يناديني أمي ، واشتقت أن أمسح دموعه التي لا تسيل باسم الرجولة.
أشعر بإبني المتضايق دون كلامه ، فكانت الديون تتكاثر عليه ، وإبنه المريض يزداد مرضه ،
وزوجته السيئة لم تعينه يوما على دينه ولا على دنياه ، وإنما كانت سبب في فساد ولدي.
جاءني في ليلة متأخر إلى بيته وأنا أسكن بغرفة في آخر المنزل باردة ونافذتها مكسورة ،
فتح الباب علي وجدني أضع سجادة الصلاة لأصلي قيام الليل ،
نظر إلي ولم يخبرني شيء ، بقي محدق بي ، قلت له بصوت أتعبه الشوق ، إشتقت إليك يا بني ،
لم يرد علي وأغلق الباب وخرج مسرعا إلى غرفته.
وددت لو أتبعه ليلقي رأسه في حضن أمه ويخبرها بحمول قلبه ، لكنني لم أستطع ،
وتذكرت أنني أقف الأن بين يدي الرحمن الرحيم.
فبكيت بكاء شديدا لم أبكي مثله من قبل ،
بدأت بالشكوى لله وادع لإبني بالهداية والصلاح ،
وأخبر الله بأني راضية عنه حق الرضا.
جلست بعد صلاتي واستغفرت إلى طلوع الشمس ،
لقد استغفرت لمدة أكثر من 3 ساعات متواصلة ،
لم أشعر بتعب ولم أشعر بالوقت ، وإنما شعرت براحة تنتشر في عروقي ، بحياة تحيا بقلبي ، شعرت بمعنى الطمأنينة الحقيقية.
إقرأ أيضا: في طريقي إلى الجامعة حملت حاجيات ثقيلة لسيدة عجوز
وبعد دقائق سمعت أصوات ابني وزوجته تتعالى ، وصوت كالقنبلة يصلني وابني يقول لزوجته ،
منذ أن عرفتك لم أتعرف على التوفيق في حياتي فأنت طالق.
خرجت مسرعه أمنع زوجة إبني أن تغادر بيتها فلديها طفل مريض.
نظر لي أبني قائلا : لن أسامح من جعلتني بيوم أعق والدتي ،
دعيها يا أمي فإبني بحماية الله وليس بحماية أم لا تعرف معنى الأمومة الصالحة ولا الزوجة الصالحة.
غادرت زوجة ابني بيتها ، وقف إبني أمامي والدموع تملأ عينه ، فتحت له ذراعي لأحضنه بقلبي قبل جسدي،
ولكنه استقر عند قدماي يقبلهما ويبكي بصوت مرتفع سامحيني يا أمي ، سامحيني يا أمي.
ضمتته ومسحت على رأسه بيدي ، وأخبرته أنني لم أغضب عليه يوما لأسامحه.
بدأت حياة ابني تتغير شيئا فشيئا ، أول ما وجده وظيفة بمعاش مرتفع ساعده على سداد ديونه.
أصبح إبني ملازم للمسجد ، وبدأت صحة حفيدي تعود إليه.
وأفرح قلبي بأنه يريد أن يتزوج إبنة إمام المسجد الذي يذهب إليه.
وخطبت له إبنة الإمام وكانت نعم الزوجة الصالحة التي تعين زوجها ، والحمد لله ابني الأن من أسعد الناس.
الخلاصة
لم تتأخر أمانينا لكنها تنتظر أن نطلبها من الله بطريقة تليق به سبحانه ،
اشكوا لله ، ابكوا لله ، انثروا أحزانكم في سجدة ، استغفروا بقلب خاشع ، حينها تأتي أمانينا مغلفة برحمة الله.