تقول كنت أشاهد البنات في قريتنا الصغيرة وهن يذهبن للمدارس وكم تمنيت أن أكون معهم؟!
لكن كيف وأنا بنت العاشرة التي تخدم في البيوت؟!
لم يزعجني العمل يوماً برغم ما رأيت منه فقد تعلمت منه.
أتذكر ذات مرة وأنا أخدم بأحد البيوت صاحبة البيت كانت سيدة طيبة ، لكن زوجها شيطان مجسد بذكر.
بدأ يتحرش بي وكنت أنفر وأبدي غضبي فيبتعد ، وكنت أشكو لأبي فيقول أني كاذبة.
ولن أنسى خدمتي للحاجة جميلة التي لم ترزق بأبناء واعتبرتني إبنتها.
لكن للاسف أجبرني أبي على تركها وأرغمني أن أتزوج من صديق له ويكبرني بخمسة عشر عام واكتشفت أنه متعاطي مخدرات ،
والكارثة أنه يُجلب أصدقاء السوء ويرغمني على الجلوس معهم.
عوضني الله بأم حنونة لكن ليس بيدها حيلة والتي إكتشفت أنها ليست أمي الحقيقية ،
لكن أشهد أنها ستظل أمي رغم ضعفها أمام طغيان أبي.
ورجوعا لحياتي الزوجية ، أخيرا تطلقت من ذاك اللعين ، وحمدت الله أني لم أرزق منه بأطفال.
وكنت أظن أن حياتي ستتغير!
بعد ثلاث سنوات تزوجت للمرة الثانية وقلت عله التغيير فكان للأسف زوجاً ديوث كان يفعل ما يفعله السابق وأكثر ،
وكنت آخذ وسائل لمنع الحمل.
إستمر زواجنا عام وكان ما أبشعه؟!
لا أعرف أكانت سوء إختيارات
لكن أي خيار وقتها كنت أملك؟!
عافرت وحصلت على طلاقي ،
وعدت للعمل وكلي عزم ألا أرغم على شيء آخر ولو تطلب الأمر أن أقاطع أبي ولو لفترة.
تعرفت على شاب يقطن أمامي بالشقة التي إستأجرتها من سنتين.
إقرأ أيضا: الحلم
شعرت معه أن لدي قلب ويدق ، أحسسني بأني أنثى ووعدني أن يكون سندي لآخر العمر
وإن شاء القدر سوف تتغير حياتي وطلب يدي ،
صدقاً شعرت وقتها أنها أول مرة أطلب للزواج ، “وللعلم لم يسبق له الزواج من قبل ، لكنه إذا عزم فعل”.
لكنني في حيرة من أمري
أخشى القبول مرة أخرى ثالثة فأفشل ،
وأخشى إن أرفض فتضيع عليّ فرصة فأندم.
فماذا عليّ أن أفعل؟!
