تقول وعلى صوت الآذان أنهيت وضوئي لصلاة الفجر
تقول وعلى صوت الآذان أنهيت وضوئي لصلاة الفجر حتى استوقفني صوته وهو يطلب مني أن نصلي معا ،
ألقيت بنظري نحوه في إستغراب ، فلمحته يقف مبتسما وعيناه تفيض حبا ،
إستغربت الأمر فليس من عادته إنتظاري لأصلي خلفه ، بل اعتاد على الصلاة بمفرده أو في المسجد غالبا.
واليوم أول أيام شهر رمضان المبارك ويريد مني أن أصلي برفقته ، إبتسمت له ،
ورافقته وهو يصلي جهرا ويرتل القرآن ترتيلا اقشعرت له كل أطرافي ،
حتى أني قد خشعت مع كل آية يقرأها على مسامعي وشعرت بكل كلمة فيها الواحدة تلو الأخرى ،
كم تمنيت أن لا يتوقف عن القراءة وأن يظل يقرأ لي وأظل أنا أنصت له وأستمع.
وبعد الصلاة إقترب وجلس على السجادة بجانبي وأنا أرفع يداي داعية الله لي وله سرا ،
شعور غريب ودافئ اختلجني وهو يرفع يديه ويدعو لي وله جهرا حتى أني توقفت حتى أنصت له مجددا ،
وما أن لمح عيناي تحدقان به توقف وقال لي :
أتدركين لما طلبت منك الصلاة خلفي؟
رمقته بنظرة باستغراب وإستفسار فأجابني :
لقد دعوت ربي في السنة الماضية أن يرزقني زوجة مثلك ،
ونذرت على نفسي إن كانت مقصرة في بعض صلواتها أن أصلي بها الفجر في رمضان المقبل ،
ولولا وجوب صلاة الرجل في المسجد لصليت بك عمرا ،
وها قد أقبل الشهر الفضيل وأنت برفقتي وتحققت بذلك أمنيتي ووفيت بوعدي.
لم أتمالك دموعي وأنا أستمع لهمساته وهو يريد أن يقودني للجنة برفقته ، فبعد أن كنت أتهاون دوما في صلاتي دونه ،
إقرأ أيضا: أراد أحد الشباب أن يتزوج إبنة المزارع
أصبحت اليوم أنتظر كل فجر يحل لأصلي معه وأنصت لصوت ترتيله ، حتى أني أدمنت الإستماع له ،
وفي كل مرة أشعر بضيق أو ملل أطلب منه قرآنا ، ولم يمتنع عن ذلك يوما ولم يبخل ،
وعلى العكس تماما أخبرني أنه ينتظر طلبي هذا بشغف كطفل ينتظر عودة أمه ،
فيرفع كفه اليمنى ويضعها على رأسي ويقرأ مرتلا حتى أطلب منه أن يرتاح فيقول لي مبتسما :
سأقرأ عليك أكثر لأني أخشى عليك مني أن أصيبك بعين أو حسد ولا قدرة لي على الحياة بعدك.
خح