مقالات منوعة

تنوع مكائد الشيطان

تنوع مكائد الشيطان

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}

تتنوع مكائد الشيطان ، وتتغير أساليبه بحسب الزمان والمكان.

فهو لا يكلّ ولا يفتر ، ليظهر لنا في كل عصر بصورة مختلفة ، وحيلة جديدة.

الأمر الذي يعكس مدى العداوة بينه وبين بني آدم ، والتي أقسم عليها حين طُرِد من الجنة فقال {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ص:82.

فأوقع الناس في الشرك وزين لهم الرذيلة وزرع بينهم العداوة

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} الإسراء:٥٣

وظل فترة من الزمن يرهب الناس على أيدي الطغاة وعلى أيدي السحرة والمشعوذين والكهنة.

فنشر الخرافة وعبّدهم للبشر والحجر والشجر والقبر

{ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } آل عمران:١٧٥

وفي هذا العصر ، الذي انتشر فيه الوعي والعلم والحضارة في البشرية ،

ظهر إبليس بمكيدة جديدة وخطيرة تكاد تنطلي على البشرية.

ألا وهي حيلة تجاهل الناس لوجوده بل وإنكارهم لوجوده!

هذا الإنكار تعيشه الشعوب الشيوعية الملحدة والغربية العلمانية ، والذين لديهم مشكلة كبرى مع كل الغيبيات.

فلا يؤمنون إلا بكل ما هو محسوس ، فانتشر الإلحاد كردة فعل على الخرافات التي عشعشت فيهم وغيبت عقولهم ،

وجعلتهم يعيشون في عصور الظلام غارقين في أوحال الشرك والجهل.

تلك العصور المظلمة التي تسلط عليهم فيها إبليس وعبّدهم للشجر والحجر والبشر والبقر ،

في الوقت الذي كانت واليوم تتضاعف المسئولية على كاهل العلماء والدعاة ، فإن أمامهم فئتان من ضحايا إبليس :

إقرأ أيضا: مستقبل الدين هل سينتهي الدين؟

وهم بقايا ضحاياه السابقين الذين لا يزالون غارقين في الشرك والخرافة.

والعجيب في الأمر أن الأنظمة المستبدة ساهمت وبقوة في توطيدها ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ولعل ذلك بسبب علمهم أن من يهاب القبر والحجر والشجر يسهل على الحاكم تعبيده ،

كما أنه لا زال هناك أمم ضخمة غارقة في مستنقعات الشرك.

وكأنهم لم يسمعوا بحديث الرسول صل الله عليهم وسلم الذي قال فيه :

(العين حق ، ولو كان شيء سابق القدَر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم.

وكأنهم لا يعلمون أن نبيهم صل الله عليه وسلم أصابه السحر كما ثبت في صحيح البخاري.

وقد يبرر الساخرون ذلك بأنهم لم يسبق أن أصيبوا بشيء من ذلك السحر والعين والأمراض النفسية ، برغم معاصيهم!

لكن ، وما يدريهم لعل من كيد الشيطان بهم أنه لم يتسلط عليهم ليرسخ تلك الإعتقادات في قلوبهم ،

ويزدادوا بعداً عن الله وشكّاً في كتابه.

وفي المقابل ، لعل من رحمة الله بالمؤمنين الصادقين أن يبتليهم بسحر أو مرض نفسي أو عضوي ، ليزدادوا قرباً منه سبحانه ومن كتابه.

ولعل أخطاء الجهلة من الناس ودجل بعض أدعياء الرقية الشرعية ،

تسببت في فتنة أولئك المثقفين ليهزءوا وينكروا ما كان معلوماً من الدين بالضرورة.

ومن هنا ننصح كل من يقوم بالرقية الشرعية أو بتفسير الأمور في غير مواضيعها توخي الحذر من الفتوى ،

حتى لا يشكك المشككون في صدق القرآن وإثارة البلبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?