الحب في الحياة

توجهت ذات مرة لزيارة أهلي برفقة زوجي

توجهت ذات مرة لزيارة أهلي برفقة زوجي، فارتديت أجمل ثيابي وتعطرت بأفخم عطر لدي،

وببعض لمسات سحرية من أدوات الزينة أخفيت كل ملامح الشحوب من وجهي لأختمها بابتسامة جميلة رسمتها بعفوية على ملامحي،

صعدت السيارة برفقته ثم انطلقنا مباشرة، طوال مدة سيرنا لم ينطق بحرف ولم اشأ سؤاله حتى لا أعكر مزاجي بمشاجرته،

فهو غالبا ما يشاجرني قبل أي زيارة لهم حتى يتخذها عذرا واهيا يمنعني به من الذهاب،

طبعا لقد تعودت على طباعه وأصبحت آخذ احتياطاتي لكل ردود فعله.

وأخيرا أفطر عن صمته بسؤال طالما انتظرته منه، لكن لم أتوقع طرحه في هذا الوقت،

أهي محاولة منه لمشاجرتي حتى لا يصحبني كعادته أم هو جاد هذه المرة في سؤاله!؟

قال ” لماذا أراك تتزينين دوما عند ذهابك لبيت أهلك بينما لا تفعلين ذلك إلا نادرا وأنت في بيتك!؟

أربكني سؤاله ، لم أعلم هل علي الشعور بالسعادة لأنه انتبه أخيرا لعدد المرات التي تزينت فيها له وأنا من كنت احسبه غير مهتم،

أم علي الشعور بالسوء لأن الوقت الذي طرح فيه سؤاله غير مناسب

لم يكن لي وقت كاف للتفكير ولم أرى حاجة لأفكر في شرح الأمر له،

لماذا أخفي الحقيقة عنه، أليست الصراحة حلا مثاليا لكل أنواع المشاكل .

ابتسمت وأنا أحدق به حتى أخفف من حدة انزعاجه ثم قلت

” أعترف أني مخطئة ومقصرة في حقك ، لكن بالمقابل عليك الإعتراف أنت أيضا بخطئك وتقصيرك”

رفع من حاجبيه في استغراب ” كيف ذلك !؟ “

قلت :
” سأخبرك ، أمي إذا رأت جمال ثيابي قالت: ” ما شاء الله ، ثيابك جميلة جدا وتناسب مقاسك ، حفظك الله من كل عين حاسد “

إقرأ أيضا: أحببتها أبكيتها خجلا

أما شقيقتي إن رأتني أخذت تلتقط لي صورا وهي تسألني عن ثمن الثياب ومكان اقتنائها ، فأقول بكل فخر أمامها وأنا أعدل من نفسي بكل ثقة:

” اشتراها لي زوجي “

فتقولان لي في ارتياح وسعادة ” بارك الله فيه، إنه يحبك جدا فحافظي عليه “

أما والدي رغم صمته وهدوئه ، إن رآني سعيدة بثياب جميلة ابتسم واطمئن قلبه ،

1 3 4 10 1 3 4 10

فهو الذي اعتاد أن يكسوني أجمل الثياب و أنسبها ، سيرتاح لأن أمانته التي قدمها لك قد صنتها و حفظتها كما يجب.

أما أن ارتديتها هنا فأنت لا تقول لي شيئا ، وإن قلت فسيكون هذا كلامك ” أين طعام العشاء؟ أين ثيابي ؟

أنت لا تبحث عن شيء سوى إرضاء نفسك، بينما تحرمني من نظرة حب أو اعجاب انتظرها منك، بل وأستحقها،

فتجعلني بعدها في استعداد دائم للتزين لك كل يوم ..!

أمي تستقبلني كالملكة لحظة دخولها لقصرها، القصر الذي يفترض أن يكون بيتي حيث أعيش معك ،

حيث أستقبلك كالملك كما أراك دوما ، بينما لا زلت تراني أنت مجرد طباخة تطهو الطعام ومنظفة ترتب لك ثيابك ومنزلك!

هل رأيت يوما منظفة تتزين في مكان عملها؟

لهذا انا أحافظ على ثياب العمل الذي تراني به.

اجعل بيتنا قصرا واجعلني ملكة فيه سأكون لك كذلك،

ألا تستحق تلك الساعة التي اقضيها أمام المرأة من أجلك عبارة مثل أنت جميلة !

هل قولها متعب لهذه الدرجة؟ أو أن تقول لي مثلا ” هذه الثياب تناسبك جدا ” أظن أنك لن تخسر شيئا إن قلتها فهي غير مكلفة،

أعلم أنك تحسبها مجرد كلمات لا قيمة لها، لكنها تعني لي الكثير وسترى ذلك عندما نصل.

سترى أن الامر أبسط مما تتخيل وأن السعادة التي يمكنك أن تمنحني إياها ولازلت تبخل بها عني لا تقدر بثمن.

وفور وصولنا ، وضعت حجابي جانبا قبل مغادرته حتى يرى كل شيء بأم عينيه ،

فما كان من أمي و أختي إلا أن انبهرتا بما ارتديه ، وما كان مني إلا التفاخر كما اعتدت دوما بكلمات كلها حب واعتزاز

” نعم هي جميلة ، لقد اشتراها لي زوجي “

إقرأ أيضا: خطيبي أستاذ فيزياء في الثانوية

ابتسم حين سمع ذلك فأخذ يرمقني بنظرات انبهار حين رآني ابتسم بسعادة غامرة بل واضحك من فرط الخجل،

خصوصا حين أضافت والدتي ” الله يبارك في رزقك ويهنئكم و يسعدكم يا رب “

لم يقل شيئا عندها واكتفى بكلمة ” آمين “

وقبل مغادرته لحقته بسرعة ثم همست له:
” انت تستحق ابتسامة أجمل فلا تبخل “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?