![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/11/pexels-yulia-pribytkova-13820499-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
تُقلص الحياة أوقاتنا بحيث لا تسعنا ، وتجعل الأيام تتسرب من جيوبنا ونحن لا نشعر ،
حتى إذا إنتبهنا نجد أنفسنا قد قفزنا في ميزان العمر قفزة لا نكاد نصدقها ،
فهي مرعبة جدا كأنها ثقب أسود يمتص أعمارنا إمتصاصا ، نُغمِض في العشرين ونفتح أعيننا في الخمسين.
هكذا بلا مقدمات ، بالكاد نولد حتى نبلغ ، ومن ثم فجأة يغزو الشيب رؤوسنا ،
وتجتاحنا تجاعيد الحياة فنجد أنفسنا في أرذل العمر.
حين تصطبغ كفاك بالبقع الداكنة ، ويطول شعر أنفك ، وأذنيك عن المقاس المألوف.
في العمر الصعب ، حين يصير الوهن من مكونات الشخصية الأساسية وأدوية الديسك والضغط ،
ودهون الأكزيما وألم المفاصل من التوابع الملازمة لك!
حين ينخر الخرف أسنانك ، وتركب الجسور والحشوات والتلبيسات الخزفية.
حين تصطحب نظاراتك الطبية حتى إلى الحمام لتقرأ خبرا ما على الجوّال ،
وحين لا تقدر على الإنحناء لخلع حذائك!
في عمرك الشاق حين تحتاج عكازا لتمشي ،
يدا ثالثة لتنهض ، عينين حنونتين تفهمان ما تريد قوله!
حين تتوق للتحدث عن ذكريات طفولتك ، شقاوات ومراهقتك ، الكتاب الأول ،
العمل الأول ، الحبيبة الأولى ، الخيانة الأولى.
حين تفرط حنينا ، لسنواتك الذهبية ، لأرجلك الفولاذ ، ليديك الصوان.
حين تحرق عمرك كورقة يانصيب خاسرة ثم لا تجد من يتبرع بمواساتك!
وحين تحتاج لتبرير أوهامك ، خذلانك ، وكسرات قلبك.